يا ديار العباهر الأتراب

يا ديار العباهر الأترابِ

أين أهل الخيام والأطنابِ

قذفت بالبدور عنك ظهورُ الـ

ـبُدن قذف القسِيِّ بالنُشاب

غادة تجعل الخلي شجياً

وتصيب المحب بالأوصاب

صدُّها يذهل العقول بالوصـ

ـل ترد العقول بعد ذهاب

يا شبابي ترفَّقَن بشبابي

نمتَ عن ليتي وبتُّ لما بي

تالفاً بين ميتة وحياةٍ

واقفاً بين رحمةٍ وعذاب

خُذ إلهي من الملاح لجسم

حُلن ما بينه وبين الثياب

سوءةٌ للتي شكوت فقالت

سوءةٌ للمُمَخرق الكذّاب

أعتَبت بالصدود بعد عتاب

ورمت بالنقاب بالعُنّاب

بعُنَابٍ تسوّدت من حشائي

بسواد ومن دمي بخضاب

وتمشّت من الفؤاد بنعلٍ

حُرُّ وجهي له مكانَ التراب

آه لم يدر ما العذاب فؤادٌ

لم يذق طعم فرقة الأحباب

أبعدي فالسلوُّ أجمل عندي

من حضور البكا على الغُيّاب

ووقار الفتى بغير مشيب

كصبو امرئٍ بغير شباب

سقِّني ريقها وسقِّ نديمي

من سلاف ممزوجة برضاب

واسقِ أطلالها وإن هجرتنا

يا إله السماء نوءَ السحاب

مضلخِمَّ الروقين مثعنجرَ الود

ق مسفَّ الجهام داني الرباب

مسبلاً مثل راحة ابن عبيد الـ

ـلهِ معطى الورى بغير حساب

يستقل الكثير معتذراً من

أخذه طالباً إلى الطُلّاب

فنفوس الأموال غير رواضٍ

عنه والسائلون غير غضاب

إن جود الوسمي بل زبد البحـ

ـر ترامى عبابُه بحَباب

دون جدوى أبي الحسين إذا ما اشـ

ـتغل الشعر بالعطايا الرغاب