يا إماما في الدين والمذهب الحق

يا إماماً في الدِّين والمذْهب الح

قّ على علمك الأَنام عيالُ

رضي الله عنك أوْضَحتَ للنا

س منار الهُدى فبادَ الضلال

قد ملأت الدُّنيا بعلمك حتَّى

نلت بالعلم غايةً لا تنال

كلَّما قالت الأَئمَّة قولاً

فإلى ما تقول أنتَ المآل

إنَّما أنتَ قدوة الكلّ بالكلِّ

وعنك التفضيل والإِجمال

رحمةُ الله لم تزل تتوالى

ما توالى الغدوُّ ولآصال

شمِلَتْ حضرةً مقدَّسةً فيك

وقبراً عليك منك جلال

فبأبوابها تناخُ المطايا

وبأفنانها تُحَطُّ الرِّحال

فاز من زارها ومن حلَّ فيها

وعليه الخضوع والإِذلال

يا مفيضاً من روحه نفحات

منك يستوهب الكمال كمال

سار بالشَّوق قاصداً من فروقٍ

وإليك المسير والانتقال

زورة تمحق الذنوب وفيها

للمنيبين منحة ونوال

عن خلوصٍ وعن ثبات اعتقاد

أوقَفَتْه ببابك الآمال

ودعاه إليك وهو بعيد

سفر عن بلاده وارتحال

لم تعقْه فدافد وحزون

وقفار مهولة وجبال

فطوى في مسيرة الأرض طيًّا

حين وافى وما اعتراه ملال

إنْ يصادفْ منك القبول فقد

فازَ وثَمَّ الإِسعاد والإِقبال

لم يَخِبْ لآملٌ بما يرتجيه

وله فيك عِزَّةٌ واتّصال

أنت قطب في عالم العلم منه

تستمدّ الأَقطاب والأَبدال

بك في العالمين يرحمنا اللَّ

هُ وعنَّا تخفّف الأَثقال