قلبي من الطرفِ السقيم سقيم

قلبي من الطرفِ السَّقيم سقيمُ

لو أنَّ من أشكو إليه رحيمُ

أضحى يُنَغِّصُنِي النسيمَ نسيمُه

أفلا يُهنيني النسيمَ نسيمُ

مِنْ وجهها أبداً نهارٌ واضحٌ

من فرعها ليلٌ عليه بهيم

إنْ أقبلتْ فالبدرُ لاح وإن مَشَتْ

فالغصنُ راح وإنْ رنَتْ فالرِّيم

نعمتْ بها عَيني فطالَ عذابُها

ولكَمْ عذابٌ قد جناه نعيم

نظرتْ فأقصدتِ الفؤادَ بسهمِها

ثم انثنَتْ نَحْوِي فكِدتُ أهيم

ويْلاهُ إنْ نَظَرتْ وإن هِيَ أعْرضتْ

وقعُ السِّهام ونَزْعُهُنَّ أليم

ولمَا دَهَتْنِي دون عيني عينُها

لكنَّ غِبَّ النظرتيْن وخيم

ولما البليَّةُ من خصيمٍ واحدٍ

ما لم يكن للمرء منه خصيم

يا مستحلَّ دمي مُحَرِّم رَحْمتي

ما أنصفَ التحليل والتحريم

إن الذي وهبتْ يداه مثلكم

يا آل وهب للْعُلا لكريم

ولئن تَهيَّأ للزمانِ وِلادكم

إن الزمان بمثلكم لعقيمُ

لتَروْن سائلكُمْ أحقَّ بمالِكم

من بعضِكُمْ حتَّى يُقالَ غريم

ويحُلُّ في عَلْيا مَراتِب ودِّكُمْ

وخصوصِكُمْ حتى يُقالَ حميمُ

كم من مهيب منكُمُ تعنو له

غُلْبُ الأُسودِ وإنَّه لحليم

ومُخَدَّعٍ عند السؤالِ كأنه

غِرٌّ هناك وإنّه لحكيم

ومغفَّل عن كل عثرةِ عاثرٍ

دأبَ الغبيِّ وإنَّه لعليم

مِمَّنْ أقامَ له الطباعُ قناته

لا مَنْ أقام قناتَه التقويم

لله أمرُكُمُ الذي لو أنَّهُ

رجلٌ لقال له الرجالُ وسيم

لا كان فيه مع النَّماءِ نقيصةٌ

وصفا له التَّخلْيدُ والتَتْميم

كم تسكتونَ عن الذي تولونَهُ

لتصغِّروه وإنَّه لجسيم

والله يُعْظِمُ قدر معروف لكم

لم تُعظِمُوه وإنَّه لعظيم

واللَّهُ يبعثُني عليكُمْ إنَّني

بإذاعةِ العُرف السَّتِير زعيم

ولحَسبُكُم بنميم ما تُخفونَه

منا وللمسْكِ الذكيِّ نَمِيم