قل للأمير أدام الله نعماكا

قلْ للأمير أدامَ اللَّهُ نعماكا

وزادَ جدَّك إسعاداً وأبقاكا

يسقي السحابُ فتحكيه فتشبهُه

ولا يشبَّه سقياه بسقياكا

نضحتَ بالماء في يومٍ وقد نفحت

في عامهِ كلِّه بالماء كفّاكا

وما أردتَ بإغباب الندى قسماً

إجمامَ مالكَ بل إجمام حَسْراكا

أجممت حسرى أياديك التي ثَقُلتْ

على الكواهل حتى آدها ذاكا

كي يستريحوا فيزدادوا براحتِهم

فضلَ اضطلاعِ بما تُسدي يميناكا

وما مللتَ العطايا فاسترحْتَ إلى

إغبابها بل همُ ملّوا عطاياكا

وما نهتْهم عن المرعَى وخامتُه

لكنه أسنقَ الراعين مرعاكا

تدبَّرَ الناسُ ما دبرْتَهم فإذا

عليهمُ لا على الأموالِ بُقياكا

أمسكتَ سيْبَكَ إضراءً لرغبتهم

وما بخلتَ وما أمسكتَ ممْساكا

هذا على أنّ ظني فيك يخبرني

أن قد أتيتَ من الإفضال مأتاكا

وإن لهوتَ بنضحِ الماء آونةً

فما أراه عن المعروفِ ألهاكا

بل قد أقمتَ لعيد اللهو سُنَّتهُ

وما عدوتَ من الإحسان مجراكا

لا شأنَ يُلهيك عن شأنِ النَّدَى أبداً

إلا نظيرٌ له من شأنِ تقواكا

قد كنتُ أخطئُ في أيامِ تهنئتي

بالمهرجانِ وبالنَّيروز إياكا

وكان أصوبَ من هذاك تهنئتي

إياهما بك لو لُقِّيتُ هذاكا

إنَّ الزمانَ الذي تحيا فتبلغُهُ

يا ابنَ الكرام لمغبوطٌ بمحْياكا

فالآن أُهدي إلى النيروز تهنئتي

والمهرجانِ إذا آنا فزاراكا

ليشكرا لك أنْ فخمْتَ شأنهما

عن غير مَيْلٍ إلى الإلحادِ حاشاكا

لم تأتِ مأتاك في تعظيم قدرهما

من بابِ دينك بل من بابِ دنياكا

كادا يقاسان بالعيدين إذْ وُسِما

بوسمِ يَوْمَيْنِ من أيامِ مَلهاكا

ليسا بعيديْ صلاةٍ غيرَ أنهما

عيدا نوالٍ لمن يعترُّ جدواكا

لراحتيك إذا وافى صباحَهما

جِدٌّ وأنت تراه من هُوَيناكا

تعطي رغابَ العطايا لاعباً فكِهاً

وأنت تُحيي خلال الهزل هُلّاكا

فمهرجانُك والنيروز قد غدوا

سيان عند ذوي التقوى وعيداكا

إذ فيهما كل بر أنت فاعله

في يومِ فطرِك أو في يوم أضحاكا