نأى بي عن موارده زماني

نأَى بي عَن موارِدِهِ زَمَاني

فَأَرْسَلَ لي نَداهُ مَعَ السَّحَابِ

وَلَمْ أَرَ قَبْلَ جُودِ يَدَيْهِ جُوداً

أتَاني طَارِقاً بِالخَيْرِ بَابي

وَكانَ الفَأْرُ فارَ قَنَا وَغَنَّى

بِرَغْمِي عَن مُنازَلتي اغْتِرابي

وَكَيفَ يُقِيمُ في بَيْتٍ طَوَانا

طَوَانا عِنْدَهُ طَيَّ الكِتابِ

وَيَحْسِبُنا فَوارِسَ إذْ يَرانا

بِسَاحتهِ نَحُومُ علَى اللُّبَابِ

وَقَدْ بَعَثَ الأَمِيرُ لَنَا مُغَلاًّ

بِهِ قَدْ فَكَّ أَغْلالَ الرِّقَابِ

وَلَمَّا غَابَ شَمْسُ الدِّينِ عَنّي

دَعَاني الظَّنُّ فِيهِ لارْتيابي

وَبِتُّ أَقُولُ قَمحٌ أمْ شَعيرٌ

فَبادَرَني عَطَاؤُكَ بِالجَوَابِ

وَجَاءَ البِرُّ بُرّاً لُؤْلُؤياً

يُباهِي العِقْدَ في جِيدِ الكَعَابِ

فَزارَ الضيَّفُ بَعْدَ جَفاءِ رَبْعي

وَأَيْقَنَ طَارِقي خِصْبَ الجَنابِ