أقول ولي قلب يفيض من الوجد

أقول ولي قلب يفيض من الوجد

غراما وأحشاء تذوب من الصد

ألا يا أهيل الحي والعلم الفرد

ترى هل علمتم ما لقيت من البعد

لقد جل ما اخفيه منه وما ابدي

احبايَ هل منكم لعينيَ نظرةٌ

لتطفي بها نار وتبرد غلة

في اربعٌ لم تستطعهن مهجة

فراق ووجد واشتياق ووحشة

تعددت البلوى على واحد فرد

فلم انس انسي بالحديث وعتبكم

واطيب اويقات تقضت بحبكم

ومحضر عيش بالحمى قد زها بكم

رعى الله اباما مضت لي بقربكم

كأني بها قد كنت في جنة الخلد

لقد كنت قبل اليوم بالبين هازلا

وبالحب مشغوف الفؤاد وذا هلا

فبادرني بالبين دهريَ عاجلا

هبوني امرأ قد كنت بالبين جاهلا

اما كان فيكم من هداني إلى الرشد

علام صدود كل يوم وجفوة

ولا حرمة ترعى لنا ومودة

وعهدي ولي فيكم وفاء وذمة

وكنت لكم عبد وللعبد حرمة

فما بالكم ضيعتم حرمة العبد

بعثت لكم كتبي فعز إيابها

وهامت بكم روحي فزاد عذابها

فما بالها قد ضاع فيكم حسابها

وما بال كتبي لا يرد جوابها

فهل اكرمت ان لا تقابل بالرد

اطلتم غداة البعر في الحب بيننا

وملتم الى قطع الرسائل دوننا

وقلتم قضيتم في المحبة ديننا

فاين حلاوات الرسائل بيننا

واين امارات المحبة والود

اتيتكُم ارجو لديكم مثوبة

فعذبتُم روحي وكانت طروبة

وزدتم عذابي بالصدود صعوبة

ومالي ذنب يستحق عقوبة

ويا ليتها كانت بشيء سوى الصد

يلوم عليكم عاذلي بجهالة

وما انا من يسلو لطول ملالة

ولا يرتضي بعد الهوى بعلالة

واني لارعاكم على كل حالة

وحقكُم انتم اعز الورى عندي

رسولكم وافي فحيا عليكم

وبشرني اني اكون نزيلكم

فقبلت فاه كي اكافي جميلكم

ويا ليت عندي كل يوم رسولكم

فاسكنه عيني وافرشه خدي

الا يا عربيا يمموا الخيف من منى

ودونهمُ طعن الاسنة والقنا

وبعدهم قد حال في الدهر دوننا

عليكم سلام الله والبعد بيننا

وبالرغم مني ان اسلم مني بعد