يا أيها المولى الذي جوده

يا أيها المولى الذي جوده

قد عمّ بالفضل وبالنائل

ومن مقيلي طاب في ظلة

اسمع مقال الصدق من قائل

قد صرت بطالا بلا حرفة

مع انني في شغل شاغل

ولم اجد منتقطا لي وان

لقطت لم اسلم من الحائل

والفقر قد صال ولا آخذ

بالثار لي من ذلك الصائل

والدمع مني سال نهرا ولا

من راحم يحنو على السائل

ومات اهل الفضل حتى غدا

سحبان لا يعرف من باقل

والشعر ان طولت فيه وان

قصرت لم احصل على طائل

وسوقه اليوم غدا كاسداً

كمثل حالي الواقف العاطل

وكان قبل اليوم لا يشتري

فكيف في ذا الزمن الخامل

لا عيش للعاقل فيه ولا

ينعم بالعيش سوى الجاهل

وكل من جئت الى نحوه

في الحال يشكو سطوة العامل

فأنثنى منصرفا آيسا

من عمل يختص بالفاعل

لا صلة القى ولا عائدا

يجود لي من بره الواصل

وانقطع الموصول مني الى

ان فرغ المصروف من حاصل

ومال بي دهري وقد كنت لا

اخشى من الجائر والمائل

فعالت المسئلة اليوم وال

امر لقد ضاق على العائل

وقد تيقنت بان ليس لي

سوى الامام العالم العامل

قاضي القضاة الالمعي الذي

يبين الحق من الباطل

غمام جود سببه لم يزل

يجود لي من سيله الوابل

كالغيث تلقاه اذا ما سخى

وان سطا كالاسد بالباسل

أنخ به الآمال فهو الذي

لديه ما خاب رجا آمل

ورد اياديه التي بالندى

جادت تجد بحرا بلا ساحل

ببذل للراجين ما املوا

فيا له بالجود من باذل

ويشتري الحمد بما يقتنى

في كل سوق بالثنا حافل

ما قس ان قام خطيبا وما

في الوعظ سحبان اخو وائل

يا واحدا في الفضل لم يلوه

ثان ولم يصغ الى عاذل

برك قد حدثنا عن عطا

وصح ما جاء عن الناقل

فامدد الى نحوي يدا طالما

يجودها قد اثقلت كاهلي

واقتل باحسانك فقري الذي

صال فلا اثم على القاتل

وخذ قصيدا فائقا نظمها

قد اخذت للسحر عن بابل

واسلم وعش عمرا طويلا بلا

مضارع في فرح كامل

ما غنت الورقا على عودها

بكل معنى في الهنا آهل