وسلن حبقوق المصرح باسمه

وسَلنَّ حَبقُوقَ المُصَرِّحَ بِاسمِهِ

وَبِوَصْفِهِ وَكَفَى به مَسؤولا

إذْ أوْصَلَ القَوْلَ الصَّريحَ بذِكْرِهِ

للسَّامِعِينَ فأَحْسَنَ التَّوصِيلا

والأرضُ مِنَ تَحمِيدِ أحمدَ أَصبَحَت

وبِنُورِهِ عَرْضاً تُضِيءُ وطُولا

رَوِيَتْ سِهَامُ مُحَمَّدٍ بِقِسِيِّهِ

وغَدا بها مَن ناضَلَت مَنضُولا

وَاسمَع بِرُؤيا بُخْتَنَصَّرَ وَالتَمِس

مِنْ دانِيالَ لها إذَنْ تَأْوِيلا

وَسَلُوهَ كَمْ تَمْتَدُّ دَعْوَةُ باطِلٍ

لتُزِيحَ عِلَّةَ مُبطِلٍ وَتُزِيلا

وَارمِ العِدا بِبَشائِرٍ عَن أَرمِيا

إذ كَفَّ نَبلُ كِنانِهِ مَتبُولا

إذ قالَ قد قَدَّستُهُ وعَصَمتُهُ

وَجَعَلتُ لِلأَجْناسِ منهُ رَسُولا

وَجَعَلتُ تَقْدِيسِي قُبَيْلَ وُجُودِهِ

وَعداً عَلَيَّ كَبَعثِهِ مَفعُولا

وحَدِيثُ مَكَّةَ قد رواهَ مُطَولاً

شَعْيا فخُذهُ وَجَانِبِ التَّطوِيلا

إذْ راحَ بالقَوْلِ الصَّرِيحِ مُبَشِّراً

بالنَّسلِ مِنها عاقِراً مَعضولا

وتَشَرَّفَت باسمٍ جَدِيدٍ فادعُها

حَرَمَ الإِلهِ بَلَغْتَ منه السُّولا

فَتَنَبَّهَت بعدَ الخُمولِ وَكُلِّلَت

أَبوابُها وسُقُوفُها تَكلِيلا

وَنَأَت عَنِ الظُّلمِ الّذي لا يَبتَغِي

لِخضابِهِ شَيْبُ الزَّمانِ نُصولا

حَرَمٌ عَلَى حَمْلِ السِّلاحِ مُحَرَّمٌ

فكأنّما يَسْقِي السُّيُوفَ فُلولا

وَتَخَالُ مِن تَحرِيمِ حُرمَتِهِ العِدا

عُزلاً وإن لَبِسُوا السِّلاحَ ومِيلا

لَمْ يُتَّخذ بَيْتٌ سِواهُ قِبْلةً

فازدَد بِذَاكَ لِمَا أَقُولُ قَبُولا

وبَنُو نَبايُتَ لَمْ تَزَل خُدَّامُها

لا تَبْتَغِي عنها لَهُمْ تَحوِيلا

جُمِعَت لَهُ أَغنامُ قَيدارَ الَّتي

قد كانَ منها ذِبحُ إِسْمَاعِيلا

فَنَمَتْ وأُمِّنَ خَوْفُها وَعَدُوُّها

قد باتَ منها خائفاً مَهْزُولا

وَكَلامُ شَمْعُونَ النبيِّ تَخالُهُ

لكلامِ موسى قد أتى تَذْيِيلا

وَجَمِيعُ كُتبِهِمُ على عِلَّاتِها

نَطَقَت بِذِكر مُحَمَّدٍ تَعلِيلا

لَم يَجهَلوهُ غَيرَ أنَّ سُيُوفَهُ

أَبقَت حُقُوداً عِنْدَهُم وذُحُولا

فاسمَع كلامَهُمُ ولا تَجعَل عَلَى

ما حَرَّفُوا مِنْ كُتبِهِم تَعوِيلا

لولا استِحَالَتُهُم لَمَا ألفَيتَنِي

لَكَ بالدَّليلِ عَلَى الغَرِيمِ مُحِيلا

أوَ قَد جَهِلتَ مِنَ الحَدِيثِ رِوايَةً

أمْ قد نسيتَ مِنَ الكتاب نُزُولا

فاترُك جِدَالَ أخِي الضَّلالِ ولا تكُن

بِمِراءِ مَنْ لا يَهْتَدِي مَشْغُولا

ما لي أُجادِلُ فيهِ كلَّ أخِي عمىً

كَيْمَا أُقِيمَ عَلَى النَّهارِ دَلِيلا

واصْرِفْ إلى مَدْحِ النبيِّ مُحَمَّدٍ

قَولاً غَدا عَن غَيرِهِ مَعدُولا

فإذا حَصَلتَ عَلَى الهُدَى بِكِتابِهِ

لا تَبْغِ بَعْدُ لِغَيْرِهِ تَحْصِيلا

ذِكْرٌ بهِ تَرْقَى إلَى رُتبِ العُلا

فَتَخالُ حامِلَ آيِهِ مَحْمُولا

يَذَرُ المُعارِضَ ذا الفصاحَةِ أَلْكَناً

في قولِهِ وأخا الحِجا مَخْبُولا

لا تَنْصِبَنَّ لَهُ حِبالَ مُعانِدٍ

فَتُرَى بِكفَّةِ آيةٍ مَحبُولا

إن كُنتَ تُنكِرُ مُعجِزاتِ مُحَمَّدٍ

يَوْماً فَكُنْ عَمَّا جَهِلْتَ سَؤولا

شَهِدَت لهُ الرُّسلُ الكِرامُ وَأَشفَقَوا

مِن فاضِلٍ يَستَشهِدُ المَفضُولا

قارَنتُ نُورَ النَّيِّرَينِ بِنُورِهِ

فَرَأَيتُ نُورَ النَّيِّرَيْنِ ضَئيلا

ونَسَبتُ فضلَ العالَمِينَ لفضلِهِ

فَنسَبتُ مِنهُ إِلى الكَثيرِ قَليلا

وَأرانِيَ الزَّمَنُ الجَواد بجودِهِ

لَمَا وَزَنتَ بِهِ الزَّمانَ بَخِيلا

ما زالَ يَرقَى فِي مَواهِبِ رَبِّهِ

وَيَنالُ فضلاً مِن لَدُنهُ جَزِيلا

حتَّى انْثَنَى أَغْنَى الوَرَى وَأَعَزُّهم

يَنْقادُ مُحْتاجاً إليهِ ذَليلا

بَثَّ الفضائِلَ فِي الوجودِ فَمَنْ يُرِد

فضلاً يَزِدْهُ بِفَضلِهِ تفصيلا

فالشَّمسُ لا تُغنِي الكَواكِبُ جُمْلَةً

فِي الفَضْلِ مَغْناها وَلا تفضيلا

سَلْ عَالَمَ المَلكُوتِ عنهُ فَخيرُ ما

سأَلَ الخَبِيرُ عَنِ الجَليلِ جَليلا

فَمَنِ المُخَبِّرُ عَن عُلاً مِن دونِها

ثَنَتِ البُراقَ وَأَخَّرَت جِبرِيلا

فَلوِ استَمَدَّ العالمونَ عُلومَهُ

مَدَّتهُمُ القَطَراتُ منهُ سُيولا

فَتَلَقَّ ما تَسطِيعُ مِنْ أَنْوَارِهِ

إنْ كانَ رَأْيُكَ فِي الفَلاحِ أَصيلا

فَلرُبَّمَا أَلْقَى عليكَ كِتابُهُ

قَولاً مِنَ السِّرِّ المَصُونِ ثَقِيلا

ذاكَ الَّذِي رفَعَ الهُدَى بيمينِه

عَلَماً وجَرَّدَ صارِماً مَصْقُولا

أوَ ما تَرَى الدِّينَ الحَنِيفَ بِسَيْفِهِ

جَعَلَ الطّهورَ لهُ دَماً مَطلولا

وَالشِّركُ رِجسٌ فِي الأَنامِ وخيرُ ما

أَلفَيتَهُ بِدَمِ العِدَا مَغْسولا

داعٍ بِأَمرِ اللَّهِ أَسمَعَ صَوتُهُ ال

ثقلينِ حتى ظُنَّ إسْرافِيلا

لَم يَدعُهُم إِلَّا لِمَا يُحييهُمُ

أبداً كما يَدعُوا الطَّبِيبُ عَليلا

تَحْدُوا عَزَائمُهُ العِبادَ كأنَّما

تَخِذَتْ عزائِمُهُ الفضاءَ سَبيلا

يُهْدِي إلى دار السَّلامِ مَنِ اتَّقَى

وغَدا بِنُورِ كِتابِهِ مَكْحُولا

وَيَظَلُّ يُهْدِي لِلجَّحِيمِ بِسَيفِهِ

مِمَّنْ عَصَى بعدَ القتيلِ قتيلا

حتّى يقولَ النّاسُ أَتْعَبَ مالِكاً

بِحُسامِهِ وأَراحَ عِزرِيلا

فَاسمَع شَمائِلَهُ الَّتي ذِكري لَها

قدْ كادَ تَحْسِبُهُ العُقُولُ شَمُولا

مَن خُلقُهُ القرآنُ جَلَّ ثَناؤُهُ

عَن أَن يَكُونَ حَدِيثُهُ مَملولا

وَإِذا أتَت آياتُهُ بِمَدِيحِهِ

رَتَّلتُ منها ذِكرَهُ تَرتِيلا

إنَّ امرَأً مُتَبَتِّلاً بِثَنائِهِ

مُتَبَتِّلٌ لِإلهِهِ تَبتِيلا

إِنّي لَأُورِدُ ذِكرَهُ لِتَعَطُّشِي

فإخالُ أنّي قَد وَرَدتُ النِّيلا

وَالنِّيلُ يُذكِرُني كَرِيمَ بَنانِهِ

فأُطِيلُ مِن شَوقِي لهُ التَّقبِيلا

مَن لِي بِأَنّي مِن بَنانِ مُحَمَّدٍ

بِاللَّثمِ نِلتُ المَنهَلَ المَعسُولا

مِن رَاحَةٍ هِيَ فِي السَّماحَةِ كَوثَرٌ

لكِنَّ وارِدَها يَزِيدُ غَلِيلا

سارَت بِطاعَتِها السَّحاب كَأَنَّما

أمَرَتْ بما تَختارُ مِيكائيلا

أنَّى دَعَا وأشارَ مُبْتَهِلاً بها

لِمِياهِ مُزْنٍ ما يَزالُ هَطُولا

وَأَظُنُّه لو لَمْ يُرِدْ إِقْلاعَهُ

لأَتَى بِسَيْلٍ ما يُصِيبُ مَسِيلا

وَكَم اشْتَكَتْ بَلَدٌ أذاهُ فأُلْبِسَت

بِدُعائِهِ مِنْ صَحْوَةٍ إكليلا

يا رَحْمَةً لِلعَالَمِينَ أَلَم يَكُن

طِفلاً لِضُرِّ العالَمِينَ مُزيلا

إذ قامَ عَمُّكَ فِي الوَرَى مُستَسقِياً

كادَتْ تَجُرُّ عَلَى البِطَاحِ ذُيُولا

وَرَفَعتَ عَامَ الفِيلِ عَنهُم فِتنَةً

أَلْفَيْتَ فيها التابِعينَ الفِيلا

بِسَحائِبِ الطَّيْرِ الأَبَابِيلِ الّتي

جَادَتْهُمُ مَطَرَ الرَّدَى سِجِّيلا

فَفَدَوكَ مَولوداً وَقَيتَ نُفُوسَهُم

شِيباً وَشُبَّاناً مَعاً وَكُهُولا

حتّى إِذا ما قُمتَ فيهِم مُنْذِراً

أَبدَوا إِلَيكَ عَداوَةً وذُحولا

فَلَقِيتَهُم فَرْداً بِعَزْمٍ ما انْثَنَى

يَوْماً وَحُسْنِ تَصَبُّرٍ ما عِيلا

وَوَكَلْتَ أَمْرَكَ لِلإلهِ وَيا لَها

ثِقَةً بَنَصْرِ مَنِ اتَّخَذْتَ وَكِيلا

وَأَطَلْتَ فِي مَرْضاةِ رَبِّكَ سُخْطَهُم

فَجَرَعتَ مِنهُم عَلقَماً مَغسُولا

وَطَفِقتَ يَلقاكَ الصَّدِيقُ مُعادِياً

والسِّلْمُ حَرْباً والنَّصِيرُ خَذُولا

ودَعَوتَهُم بالبَيِّنَاتِ مِنَ الهُدَى

وَهَزَزْتَ فيهمْ صارماً مَسْلولا

وَأَقَمْتَ ذاكَ العَضْبَ فيهمْ قاضِيا

ونَصَبْتَ تلكَ البيِّنَاتِ عُدولا

فَطَفِقْتَ لا تَنْفَكُّ تَتْلو آيةً

فيهمْ وَتَحْسِمُ بالحُسامِ تَلِيلا

حتَّى قضَى بالنَّصْرِ دينُكَ دِينهُ

وغَدَا لِدِينِ الكافِرِين مُزيلا

وعَنَتْ لِسَطْوَتِكَ المُلوكُ وَلَمْ تَزَل

بَرّاً رَحِيماً بالضَّعِيفِ وَصُولا

لَم تَخشَ إِلَّا اللَّهَ فِي أَمرٍ وَلَم

تَملِك طِبَاعَكَ عادَةٌ فَتَحُولا

اللَّه أَعْطَى المصطفى خُلقَاً عَلَى

حُبِّ الإلِهِ وَخَوْفِهِ مَجْبولا

غَمَرَ البَرِيَّةِ عَدلُهُ فَصَدِيقُهُ

وعَدُوُّه لا يُظْلَمُونَ فَتِيلا

وَإذَا أرَادَ اللَّهُ حِفظَ وَلِيِّهِ

خَرَجَ الهَوَى مِنْ قَلْبِهِ مَعْزُولا

عُرِضَتْ عليهِ جبالُ مكَّةَ عَسْجَداً

فأبى لِفَاقَتِهِ وكانَ مُعِيلا

أَمُعَنَّفِي أَنِّي أُطِيلُ مَدِيحَهُ

مَنْ عَدَّ مَوجَ البَحرِ عَدَّ طَوِيلا

إنِّي تَرَكْتُ مِنَ الكلامِ نُخَالَهُ

وأَخَذْتُ منه لُبابَهُ المَنْخُولا

ماذا عَلَى مَنْ مَدَّ حَبْلَ مدائحٍ

فيهِ بحَبْلِ مَوَدَّةٍ مَوْصولا

قَيَّدتُهُ بالنَّظمِ إِلَّا أَنَّهُ

سَبَقَ الْجِيادَ إلى المَدَى مَشْكُولا

وأَضاءَتِ الأَيّامُ مِنْ أنوارِهِ

فَاستَصحَبَت غُرَراً بها وحُجُولا

إنّي امرُؤٌ قَلبي يُحِبُّ مُحَمَّداً

ويَلومُ فيهِ لائِماً وَعَذُولا

أَأُحِبُّهُ وَأَمَلُّ مِن ذِكرِي لَهُ

ليسَ المُحِبُّ لِمَنْ يُحِبُّ مَلُولا

يا لَيْتَنِي مِنْ مَعْشَرٍ شَهِدُوا الوغَى

مَعَهُ زَماناً والكِفاحَ طَوِيلا

فَأَقُومَ عنه بِمِقْوَلٍ وبصارِمٍ

أبَداً قَؤُولا فِي رِضاهُ فعُولا

طَوْراً بِقَافِيةٍ يُرِيكَ ثَباتُها

كَفَّ الرَّدَى عَن عِرضِهِ مَشلولا

وبِضَرْبَةٍ يَدَعُ المُدَجَّجَ وِترُها

شَفْعاً كما شاء الرَّدَى مَجدُولا

وبِطَعْنَةٍ جَلَتِ السِّنانَ فَمثَّلَت

عَيناً لِعَيْنِكَ فِي الكَمِيِّ كَحِيلا

فِي مَوقِفٍ غَشِيَ اللِّحَاظَ فلا يرَى

لَحْظٌ بهِ إِلَّا قَناةً مِيلا

فَرَشَفتُ ثَغرَ المَوتِ فيهِ أَشنَبا

وَلَثَمْتُ خَدَّ المَشْرَفِيِّ أَسِيلا

والخَيْلُ تَسْبَحُ فِي الدِّماءِ وَتَتَّقِي

أَيْدِي الكُمَاة مِنَ النَّجِيعِ وُحُولا

فاطرَب إِذَا غَنَّى الحَدِيدُ فخيرُ ما

سَمِعَ المَشُوقُ إلى النِّزالِ صَليلا

تاللَّهِ يُثْنَى القلْبَ عنه ما ثَنَى

خَوْفُ المَنِيَّةِ عامِراً وَسَلولا

أَيَضِنُّ عَنهُ بِمالِهِ وَبِنَفسِهِ

صَبٌّ يَرَى لَهُما الفَواتَ حُصُولا

فَلأَقطَعَنَّ حِبالَ تَسْوِيفِي الّتي

مَنَعَت سِوَايَ إِلى حِماهُ وُصولا

وَلأَمنَعَنَّ العَينَ فيهِ مَنامَها

وَلأَجْعَلَنَّ لها السُّهَادَ خَلِيلا

وَلأَرْمِيَنَّ لهُ الفِجاجَ بِضُمَّرٍ

كالنَّبْلِ سَبْقاً والقِسِيِّ نُحولا

مِن كلِّ دامِيَةِ الأَيَاطِلِ زِدتُها

عَنَقاً إذا كلَّفْتُها التَّمهِيلا

سارَتْ تَقِيسُ ذِرَاعُها سَقفَ الفَلا

فكأنَّما قاسَتْ بِمِيل مِيلا

حَتَّى تُرِيكَ الحرْفَ مِن صَلدِ الصَّفا

أَخفافُها بدِمائِها مَشْكُولا

وَكأنَّما ضَرَبَت بِصَخرٍ مِثلَهُ

مِن مِبسمٍ فتكافئا تَقتيلا

قَطَعَت حِبالَ البُعْدِ لَمَّا أَعمَلَت

شَوْقاً لَطَيْبَة ساعِداً مَفْتُولا

حتّى أَضُمَّ بِطَيبَةَ الشَّملَ الَّذي

أنْضَى إليها العِرْمِسَ الشِّملِيلا

وَأُرِيحَ مِنْ تَعَبِ الخَطايا ذِمَّةً

ثَقُلَت علَيها لِلذُّنوبِ حُمُولا

وَيُسَرُّ بالغُفرانِ قلبٌ لَمْ يَزَل

حِيناً بِطُولِ إساءَتي مَشكولا

وأَعُودَ بالفضلِ العظيمِ مُنَوَّلاً

وَكَفَى بِفضلٍ منه لي تَنْوِيلا

وإذا تعَسَّرَتِ الأُمورُ فإنّني

راجٍ لها بِمُحَمَّدٍ تَسْهِيلا

يا رَبِّ هَبنا للنبيِّ وَهَب لنا

ما سَوَّلَتهُ نُفُوسُنا تَسوِيلا

واستُر علينا ما عَلِمتَ فَلَم يُطِق

مِنَّا امْرُؤٌ لِخَطِيئَةٍ تَخجِيلا

وَاعطِف عَلَى الخَلقِ الضَّعِيفِ إِذَا رَأى

هَولَ المَعادِ فأَظهَرَ التَّهوِيلا

يَوْمٌ تَضِلُّ به العُقُولُ فَتَشْخَصُ ال

أَبْصَارُ خَوْفاً عندهُ وَذُهولا

وَيُسِرُّ فيهِ المُجرِمُونَ نَدَامَةً

حيناً وحيناً يُظْهِرُونَ عَوِيلا

وَيَظَلُّ مُرْتَادُ الخَلاصِ مُقَلِّباً

فِي الشَّافِعِينَ لِحَاظَهُ وَمُجِيلا

لِتنالَ مِنْ ظَمَإ القيامَةِ نفسُهُ

رِيّاً ومِن حَرِّ السَّعِيرِ مَقيلا

وَاجعَل لنا اللَّهُمَّ جَاهَ مُحَمَّدٍ

فَرَطاً تُبَلِّغُنَا بهِ المَأْمولا

واصرِف بِهِ عنَّا عَذابَ جَهَنَّمٍ

كَرَماً وكُفَّ ضِرامَها المَشْعُولا

واجعَل صَلاتَكَ دائِماً مُنهَلَّةً

لَم تُلفِ دونَ ضَرِيحِهِ تَهْلِيلا

ما هَزَّتِ القُضبَ النَّسِيمُ وَرَجَّعَتْ

وَرقَاءُ فِي فَنَنِ الأَراكِ هَدِيلا