إنسان عيني بتعجيل السهاد بلي

إنسان عيني بتعجيل السهاد بلي

عمري لقد خلق الإنسان من عجل

إن أكتم الحبّ لم تكتم دلائله

وإن أمل لطريق الصبر لم أمل

شوقاً لمحرسةِ العذَّال إن نظرت

سباقة لسيوف اللحظ للعذل

نشيطة العطف كحلا الطرف لو كحلت

لم يرفع الميل جفنيها من الكسل

عدمت صبري ولن أظفر بريقتها

فما حصلت على صابٍ ولا عسل

نالت برغم الغواني فوق ما وصفوا

بالحيل حسناً ونالوا البعض بالحيل

هذا وكم غزلت أجفان مقلتها

ثوب السقام لجسمِ الباسل البطل

غزالة الجفن من غزلان مصر لقد

ملأت من غزلك الدنيا ومن غزل

سقياً لعهد الصبا أيام أسْبقها

طوْراً وتسبقني للّهوِ والجدل

أصيدها في حبالِ الشعر عاثرة

يا حبَّذا الظبي في إشراك محتبل

وقد أطارح ورق البان حين نأت

منها النواح ومني دمع منهمل

واستصحّ بمعتل الصبا جسدِي

وربما صحَّت الأجسام بالعلل

لا الصبر ساعدَ قلبي في السلوِّ ولا

أصالة الرأي صانتني عن الخطل

حتَّى أضا الشيب في فودي فأرشدني

إلى الهدى في ظلام الفود بالشغل

فما الصبابة بعد اليوم من أربي

ولا التغزُّل في الأمداح من شغلي

يا من له تركع الأقلام مادحةً

كأنَّها من قبيل الطرس في قُبلي

أنتَ الذي أنبت ملك الجنان له

دعوة مكاتبهِ في المحضر الجلل

يا من رأى جوده العافون منشرحاً

فوجَّهوا العيس تطوي الرمل بالرَّمل

تهنَّ عيداً سعيدَ الفضل حين فدى

نعليكَ بالناسِ من حافٍ ومنتعل

خير الممالك في خير المواسم يا

خيرَ السلاطين يأتي خيرة الدول

عداكَ من جملة الأنعام سارحةً

فصلِّ وانْحر ودمْ وافْخر وصُل وصل

والحظ مدائح عبدٍ قد أجادَ بما

جادت يداك بهِ من ماطرٍ هطل

لي في ذوي النظم روض يستطاب شذا

ريحانه الغضّ أو نوَّاره الخضل

تحمى البزاة بغاث الطير حوزته

فالورق طيَّارة عنه مع الحجل

وأنتَ غيث على ناءٍ ومقتربٍ

فصانك الله في حلٍّ ومرتحل

ولا تزل للورى جبراً لمنكسرٍ

وقراً لمفتقرٍ ملكاً لممتثل

ربيع عدلك في الأقطار منتشرٌ

فكلّ يومٍ حلول الشمس في الحمل