لا وعيش اللقاء ما لدموعي

لا وعيش اللقاء ما لدموعي

وقفةٌ بعد وقفةِ التَّوديع

يا لها باللقا ليالٍ تولَّت

باصْطِباري ومهجتي وضلوعي

وربوعاً كانت من الأنسِ تزهو

فرعى الله عهد تلكَ الربوع

ونجوماً من الأحبَّة سارت

يا ترى هل لسيرِها من رجوع

كلُّ حسناء صيرت بيتَ قلبي

بيتَ شعرٍ يُقام بالتَّقطيع

مثلما مثَّلوا صنيعَ ابن أيو

ب بجودِ البرامك المصنوع

ما سمعنا للأفضل الفرد ثانٍ

حبَّذا في ثنائنا من بديع

شادَوِيّ المقام يأوي علاه

بمحلٍّ على السماك رفيع

ذو ندًى كاملٍ ومجدٍ مديدٍ

ووفاً وافرٍ وعزّ سريع

وسجايا كالرَّوض تبسم كالزَّه

ر وبأس يبلي الظُّبا بالنجيع

من ملوكٍ تفقهوا في حمى المل

ك فردّ وللأصل فضل الفروع

ونضوا في حماه هيبة ملكٍ

يستردّ العاصي مردّ المطيع

يا أخا العلم والمكارم والبا

س وجمع الثنا وبثّ الصنيع

يا مليكاً سقى نداه نباتاً

زاكياً زرع حمده في الزروع

وصلتني النعمى ولم تسرِ عيسي

بفلاةٍ ولم تشدّ نسوعي

كرماً منك سوف تتلو التواري

خ ثناه على رؤوس الجميع

لكَ منِّي الدُّعا ونظم القوافي

فأعرها لا زلتَ فكرَ السميع

وابقَ للمادحين منصوب ذكرٍ

بحديثِ المكارم المرفوع