بروضة حسن والعذار سياجها

بروضة حسنٍ والعذار سياجها

أغثْ مهجةً أضحى لديكَ احْتياجها

ودارِكْ فتًى أشفت على الموتِ نفسه

ولو شاءَ ذاك الحسنُ هانَ علاجها

فكم ليلةٍ قد صح فيك مزاجها

بكأس ثنايا منكَ كان مزاجها

أحاشيك أن تقضى حشاشة مدنفٍ

ولم تقضَ من عود التواصل حاجِها

وإني إلى حسن التجلد ساكنٌ

فما بال عذَّالي يزيد انْزعاجها

أراقب من همَّ التفرق فرجةً

وما الدَّهر إلاَّ غمَّةٌ وانفراجها

نديميَ هذا الغيثُ فامْزج بقطره

لنا قهوةً قد كادَ يذكو زجاجها

وأنتجْ به درّ الحباب فهكذا

قطار الحيا درَّ البحار نتاجها

وزَاوِجْ ثنايا بالحبابِ فإنَّما

يزينُ اللآلي في النظامِ ازْدِواجها

وأطفئْ بهذا الكاسِ همِّي فإنَّني

أرى السرج تطفا وهي تطفي سراجها

لئن زانَ هذا العقدُ جِيداً للذَّةٍ

لقد زانَ فرقاً للفضائلِ تاجها

رئيسٌ إذا أجريت في المِدَحِ اسمهُ

رأيت المالي كيفَ يجرِي ابْتهاجها

فما رفعت إلاَّ عليهِ بيوتها

ولا نصبتْ إلاَّ إليه فجاجها

بأقلامهِ تُحمى البلادُ وتحتوى

فيا حبَّذا من تاجها ورتاجها

كأنَّا ظُبا أقلامهِ في طروسهِ

أسنةُ جيشٍ والمداد عجاجها

لها من عيونِ اللفظ كلّ بديعةٍ

يبشر أفكار الرُّواة اختلاجها

يروقك في سحرِ البيان وإنَّما

يَرُوعَك من مثلِ الضَّلالِ مجاجها

بهِ انْتظمت خير العقود وثقفت

فهوم البرايا زيغها واعْوجاجها

ثوى بحرها في ساحلِ الشامِ وانْبرت

لآلِ نماها عذبها لا أجاجها

يكفُّ كريم الأصل من طرفِي علًى

يصوب نداها أو يصول هياجها

أخو شيمٍ قد سلمت لفخارِها

مفاخر قومٍ كانَ حمَّا حجاجها

كأنَّ دروجَ الخطّ منه لحسنها

خصورُ ملاحٍ يستبين انْدماجها

كأنَّ صِلات البرِّ عند نوالهِ

صَلاةٌ يوفي نقصها وخدَاجها

فأحسنُ من صوبِ السحاب هباتهِ

وأحسنُ من تلكَ الهبات رواجها

لئن قصَّرت أفكارنا عن مديحهِ

لقد طالَ في ليلِ السطورِ ادِّلاجها

لئن كانَ أخلى فجّ مصرَ لقد سرى

فقالت لمرآه العزيز العجاج ها

أمولايَ لي شوقٌ مورِّق مقلة

ضعيف على بحث السهاد احْتجاجها

فللسهدِ ما طافت عليهِ جفونها

وللدَّمعِ ما دارت عليهِ فجاجها

بعثت مدى الأيَّام تحتِي سيادة

لبيتك قد جلَّت وجلَّ نتاجها

فلا سؤددٌ إلاَّ إليكَ معاده

ولا مدحةٌ إلاَّ إليكَ معاجها