دعاني وداد المدلجين دعاني

دعاني ودادُ المدُلجين دعَاني

فما لي عنها بالسُّلوّ يَدان

بدِت يوم نعمانٍ وتحتَ قناعِها

دُجَى الليل والأصباحُ مجتمعان

رمتني بسهمٍ من قسىّ جُفونها

فديتُ يدَ الرامي غداة رماني

وفي خدها وردٌ هممتُ بَقطْفِهِ

ولكنّ سيفَ المقلتين حماني

يقول رِفَاقي ما لدمعِك مُسْبلاً

فقلت فراقُ الخيريّن شجاني

فليت ليالي الغور عُدْن وَعَاودَتْ

وليتَ أرى ليلى وليتَ تراني

وليتَ خبائي حولَ أطناب أهلها

وليت ابنةَ البَكري قَيْدَ عياني

فقد تقربُ الأحبابُ بعد تباعدٍ

كما تبعدَ الأحبابُ بَعْدَ تدَاني

أعاذلُ لا تكثر عليَّ فلم يكُنْ

دهاكَ الهَوى العذريّ حينَ دهاني

لقد طال بالغور التهاميّ مَلْبثي

وكنتُ حليفَ العِيس والمذملان

وبالشرق لي والغَرب كلُّ قصيدة

كعِقدِ فريدٍ او كسمط جُمَان

ومذ كنت لا أطلب نوالَ مُبخّلٍ

ومذ كنت لم أنزل بدار هوان

كفاني جودُ الشاوري محمَّدٍ

جوادٌ كفاه الله حينَ كفاني

أزورُ ابن عَبد الله من أبعد المدَى

فالقى جفاناً فوق كلِّ جِفان

وأبيض من همدانِ يُخشى ويُرتجى

ليوم طعامٍ أو ليومِ طعَان

أبا سَعدُ أنتم وسَط همدان غرة

وراسٌ وإن حلت بكل مكان

نصرتم عليَّاً يوم صِفِين بالقَنَا

فأثنى عليكم والرماحْ دوان

وما بات جارق عندَكم بمذللٍ

ولا بات ضيفٌ عندَكم بهوان