تحدث بالأراك ولا جناحا

تحدث بالأراك ولا جُنَاحا

وَركْبُ العامريّة أين راحَا

وقف بالربعِ تسألُه سُؤالاً

وخلّ الدمعَ ينفسح انفساحاً

لقد حملت جمالُهُم جَمَالاً

وَرَاحاً في المباسم بل قراحا

وكلّ أغر يتخذُ الثُريَّا

له عِقداً ويبتْسمُ الأقاحَا

أمَالِيْدٌ تشبهَهَا غُصُوناً

وأردافاً تشبههَا رِمَاحا

واحداقٌ مفترة ملاَح

فديتُ الفترَ والحذقُ الملاحا

سَمَحْتُ لهم بقلبي كي يريحوا

عليه فَمااسترحتُ ولا استراحا

وجئتُ أرومُ تسليماً وسلِمْاً

فسَلُوا مِنْ جفونِهم السِّلاحا

وجرّوا مِن حواجبِهم قِسِيَّاً

وهزوا من نهودهم رِمَاحا

فمن لي في هوى أعيا فؤادي

وليلٍ مَا وجدت له صَباحا

أحِنَّ إلى سهامِ حنينَ صَبٍّ

شكا في كل جارحةٍ جِرَاحَا

وينبو مضجعي ويطيرُ لُبّي

إذا ما البارقُ الغَوْري لاَحا

لقد أرخصتني أيامَ دهري

وكانتَ بي أناملُها شحاحا

وباعني الزمان بشر سَوْمٍ

وعاوضَني بِعزّتيَ اطراحا

فلا حُرٌّ يُقلّدني نوالاً

ولا حرّاً أُقلدَه امتداحا

لَعَلّ با حمدٍ تُجلَى همومي

فأحمدُ مَنْ سُئِل السّماحَا

وما استنجدتُ فخر الدين إلاّ

وجدتُ به النجاة بَلِ النَّجَاحَا

فتىً نكحَ العُلاَ بِكْراً حَلالا

وقومٌ غيرُه نكحوا سِفَاحَا