يا سبتة العزفيين الألى درجوا

يا سَبتَة العَزَفِيِّين الأُلى دَرَجوا

وقدْ تضوَّعَ منْ أخْبارِهِمْ أرَجُ

ما بالُ رَبْعِكِ قد حطّ العَفاءُ بهِ

رَحْلَ المُقيمِ وأوْدَى حُسْنُكِ البَهِجُ

أيْنَ المَجالِس أم أيْنَ الفَهارِسُ أم

أيْنَ المَدارسُ لا تَنْبو بِها الحُجَجُ

أيْنَ الأساطيلُ تُزْجَى من سَوابِحِها

دُهْماً معتّقَةً بَيْداؤها اللُّجَجُ

أيْنَ الصّدورُ إذا ما المُعْضِلاتُ دَجَتْ

هدَتْ الى القَصْدِ من آرائِهِمْ حُجَجُ

يُصَرِّفونَ منَ الخَطّيِّ عاسِلَةً

سُمْراً تَسيلُ على أعطافِها المُهَجُ

تخرّموا لمْ يكُنْ في الأرضِ منْحَدَرٌ

يَقي المَنونَ ولا في الجوِّ مُنْعَرَجُ

قالت تخوَّنَني صَرْفُ الزّمانِ فلَمْ

يدْخُلْ ليَ الأُنْسُ قَلْباً منْ لَدُنْ خَرَجوا

وكُلُّ ذي جِدّةٍ يَبْلى إذا لعِبَتْ

بهِ اللّيالى وسارَتْ دونَه الحُجَجُ

لعلّ فارِسَ تُحْيينِي مَكارِمُهُ

إنّ الشّدائِدَ يأتي إثْرَها الفَرَجُ