أنجد إذا شئت في الأرزاق أو أغر

أَنْجِد إِذا شئتَ في الأَرزاقِ أَو أغِرِ

فَلستَ تَأخذ إلّا مِن يَدِ القدرِ

وَما أَصابكَ وَالأقدارُ كافلةٌ

بأن يصيبك لا تَلْويه بالحذَرِ

وَقَد رَأيتُ الّذي تَذوي القلوبُ بهِ

لَو لَم يَكن ليَ قلبٌ صِيغ من حَجَرِ

فَكّرْ بِقَلبكَ فيما أَنت تُبصرُهُ

فَالأرضِ مَملوءةُ الأقطار بالعِبَرِ

وَلا تَبِتْ جَذِلاً بِالشّيء يتركُهُ

عليك خطبٌ جفا عمداً ولم يَذَرِ

ولا تقلْ فاتتِ الأخطارُ إنْ عَزَبَتْ

فَلَم يَفتْ خَطَرٌ إلّا إلى خَطَرِ

كَيفَ القرارُ لِمَن يُمسِي ويُصبح في

كُلّ الّذي هوَ آتيهِ على غَرَرِ

يَبيتُ إِمّا على شَوكِ القَتادِ له

جَنبٌ وإمّا على فَرْشٍ من الإبَرِ

أجِلْ لِحاظَكَ في الأقوامِ كلِّهمُ

فَلَستَ تُبصِرُ إلّا سَنْحةَ البَصَرِ

أَما ترى ما أراهُ من عيوبِهُمُ

وليس فيها لهمْ عذرٌ لمعتذِرِ

في كُلِّ يَومٍ تراني بين أظهرهمْ

أحتال في نفعِ من يحتال في ضرري

قالوا اِصطَبِرْ قلت قد جُرِّعتُ قبلكُمُ

من التصبّرِ كاساتٍ من الصَّبِرِ

وَما اِنتَفَعتُ وطولُ الهمّ يَصحبُنِي

عمرَ الحياة بما قد طال من عُمُري

وقد غرستُ غُروساً غيرَ مثمرةٍ

وعاد بالكدِّ من لم يَحظَ بالثَّمَرِ

مِن أَينَ لِي في جميع النّاس كلّهِمُ

حلوُ الشّمائل منهم طيّبُ الخَبَرِ

أَحلى لِقَلبِيَ مِن قَلبي وأعذبُ في

مَذاقِهِ لِيَ من سمعي ومن بَصرِي

وكلّما غَمَزَت كفّي جوانبَه

غمزتُ منه أنابيباً بلا خَوَرِ

أبثُّهُ عُجَرِي حتّى يكون لها

كفيلَها وأُقضِّي عنده بُجَرِي