خليلي من فرعي معد تأملا

خليليَّ مِن فَرْعَيْ مَعَدٍّ تأمّلا

بعينيكُما بَرْقاً أضاء يَمانِيا

كما قلّبَتْ خَرْقاءُ في غَبَشِ الدُّجى

ذراعاً شعاعِيَّ المعاصِمِ حاليا

هفا ثُمّتَ اِستخفى فَقُلت لصاحبي

ألا هلْ أراك البرقُ ما قد أرانِيا

تبسَّمَ عن وادي الخُزامى وميضُهُ

وخالَسَ عَيْنَيَّ الحِمى والمَطالِيا

وضرّم ما بيني وبين مَتالعٍ

فأبصرتُ أشخاصَ الخِيامِ كما هيا

أَضاءَ القصورَ البيضَ من جانبِ الحِمى

فقلتُ أثَغْراً ما أرى أمْ أقاحيا

وأقبل يشتقّ الغمامَ كأنّما

يُزاحمُ بالبيداءِ كُوماً مَتاليا

تراغَيْن لمّا أنْ دعاهنّ حالبٌ

وأرْسلْنَ بالإبساسِ أبيضَ صافيا

أَقول وقَد والى عليَّ وميضهُ

أَلا ما لهذا البرقِ صَحْبي وما لِيا

يشوّقني مَنْ ليس يشتاق رؤيتي

ويُذكِرُني مَن لَيس عنِّيَ راضيا

وما ذاك عن جُرْمٍ ولكنْ بدأتُهُ

بصَفْوِ ودادٍ لم يكنْ عنه جازيا

دِيارٌ وأَحبابٌ إِذا ما ذَكرتُهمْ

شَجيتُ ولم أملِكْ دموعي هوامِيا

أوانسُ إنْ نازعننا القولَ ساعةً

نَثَرْن على الأسماعِ منه لآلِيا

ويُحْسَبْنَ من حُسنٍ بهنّ وزينةٍ

على أنّهنّ عاطِلاتٌ حَواليا