قواضب الرأي أمضى من شبا القضب

قواضِبُ الرأي أمْضَى من شَبَا القُضُبِ

والحزمُ في الجِدّ ليس الحزمُ في اللَّعِب

والعزُّ ليس براضٍ عن عُلاَ مَلِكٍ

ما لم تُعِنْه سيوفُ الهند بالقُضُب

وليس يَسْتَطْعِم الرَّاحاتِ طيِّبةً

من لا يخوض إليها شدّة التَّعب

وتَرْكُك الشيء ممّا تَسْترِيب به

عجزٌ وداعيةٌ تُفْضي إلى العطب

إذا استربتَ بشيءٍ فامْحُ ظلمتَه

فذاك أنفى لِلْيلِ الشّك والرِّيَب

أعلى المراتب ما تَبْنيه مجتهِداً

وأفضلُ المجد ما تَحْويه بالنَّصَب

بِتْ ساهراً عند رأس الأمر تَرْقُبُه

ولا تبِتْ نائماً عنه لَدى الذَّنَب

والهمُّ بالخطب قبل الخطب مَنْبهةٌ

ومن رَمى بسهام الحزم لم يَخِب

يُرْجَى دفاعُ الرَّزايا قبل موقِعها

وليس يُرتجع الماضي من النوب

وأفضلُ الحلِم حلمٌ عند مَقْدُرة

وأعذبُ الجود ما وافَى بلا طلب

يَهْنَا العزيزَ من العلياء منزِلةٌ

لم يَحْويها مَلِكٌ في سالف الحِقَب

خلافةٌ علَوِيٌ أصلُ مَوْرِثها

ومولِدٌ نَبَويّ الجنس والحسب

لقد حويتَ أبا المنصور مرتبةً

من المكارم طالت أرؤسَ الرُّتب

أنتَ المسمَّى المرجَّى قبل مولِده

والخامسُ القائُم المذكورُ في الكُتُبِ

ما زلتَ تخطُب للعلياء أنفُسَها

دون الملوك ببيض الهند والذَّهب

حتى جلستَ على الجوزاء منفرِداً

بها وقبَّلْتَها في موضع الشَّنب

مكارمٌ حُزتَها لم يَحْوِها مَلِكٌ

في سالف الدهر من عُجْم ولا عرب

يا ناصرَ الدِّين والجَدْوى وطالِبها

وفارسَ القول والأنباء والخطب

هناك عيدٌ أعَدْت السعدَ فيه لنا

عوناً على نَكَد الأيام والشَّغَب

برزتَ فيه بروزَ الشمس كاسفةً

بضوئها لضياء البدر والشُّهُب

تأمّلوا منك بالأبصار إذ نظروا

تقوى إمامٍ ولاذوا منك بابن نبي

أطابَ لي العيشَ أنّي منك مُنْتَصرٌ

بأنصرِ الناس للقُربى وللنَّسب

وأكثرِ الناس ذبّاً عن ذَوي رَحِم

وأعلمِ الناس بالتَّفضيل والأدب

وأنَّنا غُصُنَا فرعٍ يَضمُّهما

إلى أواصر جَدٍّ واحدٍ وأبِ

فمِن عُلاك مَعاليَّ التي شَرُفَت

ومن أياديك ما أحوِى من النَّشَب

لا زلتَ تَبْقَى على الأيام مُقْتدِراً

ما مالت الرِّيحُ بالأغصان والقُضُب