قد أغتدي قبل الصباح المسفر

قد أغتدِي قبل الصباح المسفِر

والليلُ في ديجوجه المعسكِرِ

وأنْجُم الجوزاء لم تغوِّر

كأنها تحت الرواق الأخضرِ

تَسْبَح في باطِنيةٍ من عنبر

والأُفْق قد غرَّب فيه المشترِي

كدرّة في أذْن أحوى أحور

وافترقت بيضُ النجوم السُّمَّرِ

كما زهت قِلادةٌ من جوهر

سبقتُ أوُلي فجرها المنوِّر

بأكْلُبٍ مخرنطِمات ضُمَّر

مهروتة أشداقُها للحنجرِ

من كل مفتول الذراع قَسْرِ

ليس بمسبوقٍ ولا مقصّر

مستأسِد مؤيّد مظفّر

يلاحِظ الوحش بعين المثأرِ

كأنه من لونه المشهَّر

ملتحِف بحُلَّة من عَبْقَر

لو مرَّ يخطو في الكثيب الأعفرِ

وهْو شديد العَدْو لم يؤثّر

يكاد من سرعته في العِثْيَر

يسبِق ألي زَوره بالمُؤْخِر

لو سار يجري سَنَةً لم يفتُر

فصاد عشرا في الفضاء المقفرِ

لا يضع الناب بغير منخر

فأيّ جأْب عانةٍ لم يَجزُر

وأيّ ثور للمَهَا لم يَنْحَرِ

ضرَّجها من دمها المثعنجِرِ

حبائل للوحش قَيدُ الجؤذر

أنا ابن من شُفِّع يوم المحشر

وابن الذي خُصَّ بنهر الكوثر

وابن المعالي والفخار الأشهر

مباركُ الفرعِ زكيّ العُنْصُر

سُدْنا الورى سيادة لم تنكَرِ

ولم يزل فيها عذاب المُجْتَرِي

فسل بنا آيَ الكِتاب تُخْبَرِ