ناعورة أنة أنين الهوى

ناعورة أنَّة أَنِينَ الهوى

لمَّا شكت حَرَّ وساويسها

أنينها صَرَّةُ تدويرها

ودمعها ماء قواديسِها

كأنما الكيزان في بِئرِها

هامُ ملوكٍ في نواوِيسِها

تَقذِف بالماء إلى روضةٍ

كأنها ريش طواويسِها

كأنما السَرْوُ بها نِسْوة

قامت إلى قرعِ نواقيسِها

ويُحسب الخَشخاشُ مِن حولها

يدا أشارت بدبابِيسها

وانفتح النرجِس عن أعين

مصفرَّةِ الأحداقِ من بُوسها

وأُقحوانٍ كثغور المَهَى

مفترَّةٍ من بعد تعبِيسها

وسَوْسَنٍ كالقَرْصِ لمَّا بدت

آثاره في لِينِ ملموسها

نَبَّههُ القَطْر بأندائِه

إذ نثرتْهُ السُّحْبُ من كِيسها

تلعب بالأبصار أنوارُها

لِعْب الأمانِي بِمفاليسها

فرُحْ على رَيْحانها واسترِح

للرّاحِ في دَوْحة مأنوسها

وهاتِها يخفى على الحِسّ ما

جاءت به رِقّةُ محسوسها

كأنما الساقي إذا حثَّها

يقدح لمعَ البرق في كُوسها