ناولتها مثل خديها مشعشعة

ناولتها مثل خَدَّيها مشعشَعةً

صِرْفاً كأنّ سناها ضوء مقباس

فقبّلْتها وقالت وهي ضاحكة

وكيف تَسْقِي خدود الناس للناس

أليس خدّاي ذابا إِذ لثمتهما

فاستنبطا قهوة حمراء في الكاس

إذا تناولتُ خدِّي كنت نائلة

نفسِي وهذا لعمرِي غير منقاس

قلت اشربِي إِنها دمعي وحمرتها

دِمي وطابخها في الكأس أنفاسي

قالت إذا كنت من حُبّي بكيتَ دما

فسقِّنِيها على العينين والراس

يا ليلة بات فيها البدر معتنِقي

وباتت الشمس فيها بعض جُلاّسي

وبتُّ مستغنِيا بالثغرِ عن قَدَحِي

وبالخدودِ عن التفّاح والآس