يا بن المدبر يا أبا إسحاق

يَا بنَ المُدَبِّرِ يا أَبا إِسحاقِ

غَيثَ الضَريكِ وَطارِدَ الإِملاقِ

عِش لِلمُروأَةِ وَالفُتُوَّةِ وَالعُلا

وَمَحاسِنِ الآدابِ وَالأَخلاقِ

أَمّا مَسامِعُنا الظِماءُ فَإِنَّها

تَرَوى بِماءِ كَلامِكَ الرَقراقِ

وَإِذا النَوائِبُ أَظلَمَت أَحداثُها

لَبِسَت بِوَجهِكَ أَحسَنَ الإِشراقِ

وَإِذا غُيومُكَ أَبرَقَت لَم تَكتَرِث

لِلخَطبِ ذي الإِرعادِ وَالإِبراقِ

حُفِظَ القَريضُ فَما يُضَيَّعُ حَقُّهُ

أَبَداً وَأَنتَ لَهُ مِنَ العُشّاقِ

هائِنَّهُ وَعَطاؤُكَ الجَمُّ اللُهى

أَخَوانِ ذا فانٍ وَهَذا باقِ

أُثني عَلَيكَ بِما بَسَطتَ بِهِ يَدي

وَحَلَلتَ مِن أَسرِ الزَمانِ وَثاقي

هِيَ هِمَّةٌ لَو قيسَتِ الدُنيا بِها

فَضُلَت جَوانِبُها عَنِ الآفاقِ

كُنتَ الغَريبَ فَمُذ عَرَفتُكَ عادَ لي

أُنسي وَأَصبَحَتِ العِراقُ عِراقي