تمنى رجال ما أرادوا وإنما

تمنَّى رجال ما أرادُوا وإنَّما

تمنَّيْتُ أنْ ألقاكَ حيثُ أُرِيدُ

وقد غَفلتْ عينُ الرقيبِ ومُقلتِي

بلا حَذَرٍ في عارضيكَ تَرودُ

وأشكُو الذي لاقيتُ بعدَك إنَّهُ

عجائبُ يُجْرِي الدمعَ وهي جَمودُ

وما بينَ أثناءِ الكلامِ تَغَازُلٌ

عِتَابٌ وعَتْبٌ كاذِبٌ ووعُودُ

حديثٌ يُزِلُّ العُصْمَ وهيَ منيعَةٌ

وتُنْظَمُ منه في النُّحورِ عُقودُ

وضمٌّ كَلَفِّ الريحِ غُصْنَي أراكةٍ

تَميدُ على عِطْفيَّ حيثُ أمِيدُ

وبين مجاري اللحظتينِ من الهَوى

عقودٌ عليهنَّ القلوبُ شهودُ

أناولكَ الصَّهباءَ طَوراً وتارةً

تناولني والحادِثَاتُ رقودُ

فيا قَمَراً قد بانَ عَنِّيَ ضَوؤهُ

لياليَّ والأيامُ بعدَك سُودُ

ويا مورِداً قد سَدَّ عنِي طريقَهُ

رماحُ العِدَى هل لي عيك وُرودُ

ويا بَرَدَاً ما ذُقْتُه غيرَ أنَّهُ

على ما أرى عَذْبُ المذَاقِ بَرودُ

أما نغبةٌ من فضلِ كاسِكَ يشتفي

بها من لهُ بين الضُلوعِ وقودُ

نَعِمنا زماناً ثم فرَّقَ بينَنا

يَدُ الدَّهْرِ تُبْدي كيدهُ وتُعيدُ

أُعَلِّلُ نفسي باللِّقاءِ فإن أعِشْ

إِلى أنْ أراكُمْ إنَّني لجليدُ

وإنْ لم يكنْ بيني وبينَ لِقائِكمْ

سِوى عُمْرِ يومٍ إنَّه لَبعيدُ