وقفت على بيتين من أثقل الشعر

وقفت على بيتين من أثقل الشعر

رأى الكفر خيرا فيهما مسلم القهر

وصرح فيما ضمنا برجوعه

إلى الكفر من غير احتشام ولا ستر

رأيت سكوتي عنهما فيه للهدى

وللدين ما فيه من الضيم والكسر

وما العز إلا للإِله وحزبه

واما أعاديه فللذل والصغر

وقد ضمنا تكذيب من حذر الورى

عبادة غير الله كالشمس والبدر

وقال يقين الكفر يغشاه من نهى

وحذر منها وهي موهومة الكفر

وقال الذي اختار المهيمن ربه

على غيره لا يعرف الهر من تر

أأنت وقد شبهت خلقا بخالق

تميز بين التر وحدك والهر

لقد أصبح الأعمى يرى المبصر السها

ويشهد باستهلاله أول الشهر

أكرماني يشكو من الهاء جاءه

بمن مارس الضاد والظاء يستزري

لقد قالت الظلما بنورى يهتدي

وقال الدجى للشمس أغويت من يسري

ألم تستتب بالأمس والسيف ينتضي

وقد دارتا عيناك من شدة الذعر

وكان ندا يوم عظيم ومشهد

به العلما قد أجمعوا وذوو الأمر

وأفتوا جميعا أن قتلك واجب

وتركك تغوى الناس من أعظم الوزر

ونوديت من فوق المنابر كافرا

على أرؤس الأشهاد بالمنطق الجهر

وأسملت خوف السيف كرها فما الذي

أمنت به حتى رجعت إلى الكفر

وأصبحت ترمينا برأيك جاهدا

وتنسل لكن استلالا على غدر

ظننت بأن الدين لا ناصر له

فجئت لكي تشفى به علة الصدر

كذبت وإسمعيل ملء ثيابه

فإن كنت لا تدري فلا بد أن تدري

مليك البرايا والذي ليس همه

سوى الذب عن دين المهيمن والنصر

فوالله ما عوديت بغيا ولا هوا

وفي في سوى البارى ومرسله الطهر

فتنت وأوجعت الورى في الههم

بما لا يطيق المرء فيه على الصبر

وشبهته بالخلق جهلا وقلتم

عبادته مثل العبادة للصخر

وقلتم بأن الله جل جلاله

على حال محتاج إلى الخلق مضطر

وحقرتم من عظم الله قدره

وعظمتم ما حقر الله من قدر

كقولكم موسى عجول ووصفكم

لفرعون بالرأى المرجح والحجر

ورؤيا الخليل الذبح قلتم ببغيكم

لرؤياه تأويل ولكن لم ندري

وقلتم منام في منام لكل ما

أتى من رسول الله والنهى والأمر

فما لامرئ ان يكثر اللعن بعدها

عليكم لذي رب السموات من عذر

لقد حصل الإجماع من كل مسلم

على كفركم فليعلمن كل مغتر

ومن شك ممن ليس يعرف حجة

بها العلماء يقرى العلوم ويسنقرى

فشومك منه مقنع ودلاله

فقد بان مثل الشمس ما فيه من نكر

لقد كان سلطان البرية أحمد

إذا صال لم يدفع ببحر ولا بحر

إذا هم بالأمر البعيد مناله

تأتي له بالاقتدار وبالقهر

تجلى له أهل الحصون حصونهم

إذا أمهم في موكب الفتح والنصر

فسل عنه نعمانا وسائل كوابنا

ودمتا وأطراف البلاد إلى الشحر

وسل حلى والمخلاف عنه ومكة

وما سام أهليها من البدو والحضر

وزالزال صنعا الخوف منه وصعدة

وطارت قلوب ساكنيها من الذعر

ودانت له الدنيا ودوخ أهلها

والحق من في البحر بالساكن البر

لقد أمّ حصنا في أصاب مقدرا

حصارهم فيه إلى آخر الشهر

فلما رأوه فرّ عنه حماته

وعما حموه في ذراه من الذخر

وفرت رجال عن قلاع كثيرة

كما أخبروا عنها قريبا من العشر

حوى الكل واستولى عليها جميعها

وذلك من نصف النهار إلى العصر

إلى أن غشى شيطان كرمان بابه

وعارض أرباب الشريعة بالمكر

وسب إله العرش فيهم وسبهم

وأعلن بالقول القبيح وبالنكر

وخلى وإياهم سواء فقهقرت

رجال وظنوا أن ذلك عن أمر

وقد خادع السلطان عنه بنسبة

تزيا والخدع يعمل في الحر

يمض حكم الله فيه مقلدا

لمن غره والحق ذو مطعم مر

كريما والكريم محبب

يعاني بما يثنيه عن موجب الوزر

أتى له بالآيات يظهرها له

ليعلم ما عند الخبيث من الكفر

وأول شؤم للخبيث بدا له

حديث الشوافي وهي أحدوثة الدهر

وفتك فتى لم يبلغ الحلم سنه

بمجمعة تغنى جموع ذوى القطر

وحارب حصنا في كوانب حمير

وما حاك هذا لامرئ قط في صدر

وكان يريه آية بعد آية

يذكره بالأمر يقفوه بالأمر

ففاتت حصون لا يبالى بفوتها

ورد له ما فوته قاصم الظهر

كفوت زبيد ثم عادت ومثلها

رأى الآية الكبرى بيافع والثغر

وحصّين تعز بعد ذاك وبعده

حديث الحبيشي والوثوب على البر

وما صدق المرحوم حتى جرت له

قضايا أصاب وهي من أصدق النذر

تعدوا عليه والحصون بكفه

وحاصرها من ليس يحرى ولا يمرى

وأنفق أموالا كثيراً عديدها

والهمه البارى فنا في ذوى السر

ونادي بأهل الله واختص بعضهم

وعمهم بالفضل في آخر العمر

ونادى بشيخ المسلمين محمد

أبى طلحة الغزالي المسلم البر

فذكره من بعض شومك ما جرى

فقال نعم هذا وأكثر في ذكرى

وما مات حتى قد تبرأ منكم

وأقصاك عنه من جر الكلب عن حير

ومات بحمد الله أحسن ميتة

يموت عليها من ينعم في القبر

على الكلمة العظمى التي أوجبت له

على ربه الأجر بجنانه الخضر

تبرّا مما قلتموه جميعه

بحمد إله العالمين وبالشكر

خدعت ابن إسمعيل أحمد مدة

وجرعته شؤما أمر من الصبر

وجئت لإسمعيل تبغي خداعه

أيلسع سلطانان ويلك من حجر

فخف شومه يا نجل أحمد إنه

مشوم عظيم فامس منه على حذر

فما أمره هين على الله إنه

عدو له يمسى على دينه يغري