انهض فطائر سعدك الميمون

انهض فطائر سعدك الميمون

في ذمة الرحمن حيث يكون

في حفظ ربك يا خليفة ربه

ما حَمَّلَتهُ ركائب وظعون

يرضى ويسخط كل قطر زرته

في يوم تلقاه ويوم تبين

فإذا قدمت قدمت وهو بفرحة

وإذا رحلت رحلت وهو حزين

تمضى وتترك في الرقاب صنائعا

والشكر منها في الرقاب ديون

أما زبيد فكلما حدثته

عنها اليقين وغيره المظنون

فارقت أهليها وكم لك بالدعا

أيد تمد إلى السما وعيون

منهم دعا في الأرض يا ملك الورى

ومن الملائك في السما تأمين

سألوا المهيمن وهو قبل سؤالهم

لك بالإِجابة كافل وضمين

قلدتهم مننا تضاعف شكرها

أمهلتهم وتخفف التثمين

فبأى السنة يوفي شكرها

يسدي وألسنة الثناء تخون

يا من له خلق خلقن كما يشا

لا ضيق يغشاها ولا تلوين

سست الأنام سياسة وملكتهم

فالحر عبد والعزيز مهين

وضبطت ملكك فالبعيد كمن دنا

في الأرض والمال المضاع مصون

وأعدت للدين الحنيف جماله

فله محيا مشرق وجبين

أحييت رسما للهدى عهدي به

وسط المدارس ميت مدفون

ورددت أسلاب المساجد نحوها

فلبسن ما يبقى بها ويزين

والصحف تتلى والصلاة مقامة

والذكر والتكبير والتأذين

والكتب تنشر والمدارس قد زهت

بالعلم فيها والعلوم فنون

ونهضت بالإسلام نهضة ثائر

حتى تطاول واستقام الدين

وأمرت بالصدقات في أربابها

فوضعن فيهم والحديث شجون

يافرحة الخلفاء وسط قبورهم

بك أيها المستخلف المأمون

أدررت بعد الانقطاع عليهم

ثدى الثواب اليوم فهو لبون

لابر بالاباء إلا هكذا

لكن عطاؤك غيره الممنون

عادت كما كانت لهم صدقاتهم

قدما وعاش بفضله المسكين

كانت تضيع فيما يؤدى عنهم

من حقها فرض ولا مسنون

فلك الهنا ولهم بها من فعلة

قرت بها منهم ومنك عيون

ما أنت إلا كل يوم هكذا

الصنع يزكو والثناء يدين

والبيض تنضى والرماح مظلة

والحق يعلو والضلال يهون

لازلت ما شاء المهيمن شئته

حتى يقول الله كن فيكون