من عونه ربه في أمره غلبا

مَن عونه ربه في أمره غَلبا

ولم يعزَّ عليه نيلُ ما طلبا

فامدد يداً نحو ما تهوى على ثقةٍ

فانّ ربَّك قد هيالك السببا

نويت خيراً وكان الله مطّلعاً

بأن ذلك صدقاً منك لا كذبا

فالحمدُ لله قد جازاك تكرمةً

عن خيرِ من كنتَ تنوي خيرَ ما وهبا

ما الملكُ أعني فان الملكَ ملككُم

توّرثون مباينه أبا فأبا

لكن محاسن قد خصَّ الإِلهُ بها

من شاء من أَهلها حباً له وجبا

إليك آلت جميعاً فاكتسبت بها

محبةً تستهيمُ العجم والعَربا

إن لم تكن عالماً عنها فقد علموا

ما أودع الله منها فيهم وجِبا

إذا تراءى محياكَ الكريمَ لهم

طاروا من البشر واهتزّوا له طربا

ألقى عليكِ تعالى من محبتهِ

هذا الذي لقلوب الخلق قد جَذبا

منْ عاملَ اللهَ لم يندم على عملٍ

يرضى به ربُّه عنه وان صعُبا

منْ قالَ في المالِ إنّ العدلَ ينقصه

والظلم للناس ينميهِ فقد كَذِبا

ما باركَ اللهَ فيه لا يقلُّ وما

يباركُ الله فيما جارما وجبا

فقلهُ الدخلِ والأقطار ساكنةٌ

ولا الكثير لذي قطر قد اضطربا

نتيجةُ العدلِ هذا الأمنُ نحن بهِ

والظلمُ ما زال للإِفساد مجتلبا

في دولةِ الملكِ المنصور أنت فسر

في حيث ما شئت منها واسحب الذهبا

قد نكّست دونه الأعدا رؤوسهم

ذلاً وما استل صمصاماً ولا ضربا

لو كان للدهر أيام كدولته

ما ذم أيامَه شاكٍ ولا عِتبا

اغمدْ سيوفك فالأعداءُ قد رقدوا

واظهروا الحبُّ لما أبطنوا الرهبا

من يتقِ الله يجعلْ مخرجاً حسناً

له يروقه من غير ما احتسبا

خلقتَ من رحمةٍ والناس قد ذهبوا

وما سواك عليهم مشفقاً جذبا

فلا يصدنّك عن أمرٍ عقدتَ به

عقداً مع الله حيفٌ فيه قد حسبا

فإنّ لله الطافاً إذا برزت

من عسرها للبرايا أظهرت عَجبا

قدّم رضى الله تحمدْ من عواقِبه

ما غير مرضاتِه محمودةً عُقبا

فأنت بالعدل من كسرى أحق ومن

سواهُ ممن إِليهِ العدلُ قد نُسبا

فلا تدعْ لَهم ما يذكرون به

فالشمسُ حين تجلّى تطمِس الشُّهبا

لقد ملا الأرض عبدُ الله معدلةً

وذاكَ خير له من ملئها ذَهَبا

وهل تقومُ بمرعى الجورِ قائمةٌ

ومنبتُ العدلِ قد هَّز الرُبا وربا

جثى على ركبتيهِ الظلمُ حين مشى

فينا على قدميه العدلُ وانتصبا

ملك سعيد وأيامٌ مباركةٌ

ومالك عدله يستنزلُ السُّحبا

قد بشرْتنا بهِ في المهد مرتضعاً

مخائلُ فيه لا يُخطى لهنَّ نبا

والله مستنجز وعداً وعدت به

ثوابُه لك عندَ اللهِ قد كُتبا

فجرّد العزم واصرم ما هممت به

واشهر حسامك واعطِ الحَق ما وجبا