من سلب الدهر رد أشبابه

من سلب الدهر رد أشبابه

أمسى كليل الحد لاشبا به

ومن يطل عمرا ويخطه الردى

أوصى به الدهر إِلى أوصابه

ثم مآل كل من ترى به

شبا وشبانا إِلى ترابه

فلا يفوتن امرءاً ثوى به

ما يكتب الرحمن من ثوابه

لا تعذر القادر في احتجابه

عن طالب فضلا قد احتجا به

فخير عمر المرء ما اكتسى به

ملابس الخير من اكتسابه

وخير من صحبت من كان إذا

أخطأ في إغضابه أغضى به

ما كل من أرضاك في خطابه

تأمن من أمننته الخطا به

اعص الهوى فإن من أطاعه

جنى به الشر على جنابه

من يتبع أثر الهوى مشى به

في طرق الريبة والمشابه

ومركب ألغى الصبا فماله

انتهى به السن وما انتهى به

يا أيها الشاكون مثلي زمنا

أربي به الشر على أربابه

قد أقفر الدهر وما الضبا به

يصبر صبر الجرش من ضبابه

لوذوا بإسماعيل وادعوه ففي

جوابه ما يذهب الجوى به

فإن من لاذ به ارتقى به

ما لم يكن يرجوه بارتقابه

من لاذ بابن أحمد وفضله

حسى به ماليس في حسابه

أمسى لنا الفضل وأحيانا به

فكِلْنَا به لحمل نابه

والسيف إن صادف كف ضيغم

يجيد في اقتضابه اقتضابه

قد ألجأ العاصي إِلى متابه

ولم يقل مستعجلا متى به

ولم يحاربه الجهول ضاحكاً

الا انتحى به إِلى انتحابه

أطرب من أرضاه عن طلابه

بذلا كأنما سقى الطلا به

يغلب من ناوى ولا يقنع في

غلابه إلا إذا غلا به

لو يشتكي الدهر وكسرنا به

لما اكتفى إلا بكسر نابه

قل كفاه وقتنا ولو يشا

يشا به جميع من يشابه

يا ملكا لو كان حد عزمه

على عصابه يرى العصا به

استدن ذا عقل قد انتهابه

عن خونه السلطان وانتها به

من همه الجمع لما شرا به

في بطنه أكلا وفي شرابه

وقرع المفسد في عتابه

بكل من صال ومن عتا به

ولا ترد السيف في قرابه

قبل اكتفا الوحش من القرى به

أحسنت في الملك وفي منابه

رب أعط إسماعيلك المنى به