شهدت لقد أعليت كعب المكارم

شهدت لقد أعليت كعب المكارم

وصنت محيا الجود صون المحارم

فما حاتم الطائي ونحر عشاره

عشاء وما أكل الضيوف الهواجم

لقد فتكت بالتبر كفك فتكة

محت جود من يدلى بنحر البهائم

وأمطرت معنى الجود بالتبر ديمة

غسلت بها عنه دماء السوائم

وإنك في أفق الوزارة والسخا

كشمس جلت عدلا ظلام المظالم

فمن كعلي أو فمن كمعيبد

ومن كبنيه الأمجدين الأكارم

هم الأحمديون الذي إذا رموا

قلامة ظفر عادلت بالأقالم

مخائلهم كالبرق نم على الحيا

وأخلاقهم كالزهر بين الكمائم

وأن عليا حين يعزى لك اسمه

علي فما يدنو لغير المكارم

مقبل ظهر الكف وهاب بطنها

كأن عليه الجود ضربة لازم

فما مزنه يختال في ملعب الصبا

تجر على الآفاق ذيل الغمائم

يضاحك فيها البرق غدران مائها

وللرعد في عقباه تحنان رائم

باندى إذا شاب الثرى من بنانه

وأسبغ ظلا في اتقاد السمائم

فتى يستقل البحر ورداً لشارب

ويستصغر الدنيا مناخا لقادم

مكارمه تفشي محط عفاته

واراؤا تغشى مقيل الضراغم

إذا اقتسمته نشوة البأس والندى

تموج موج اللجة المتلاطم

فاعداؤه من كره في مأتم

وأضيافه من جوده في مواسم

فتى لا تراه ساحبا ذيل عزه

ولا راكبا إلا ظهور العزائم

ولا اختال إلا في مجال القنا ولا

تبختر إلا في وجوه العظائم

أقر وأرسا من قواعد يذئل

وأقطع حدا من شفار الصوارم

وأسحر من موج السراب مكائدا

وأسرى وأهدى من سيول التهائم

إذا أعوج صدر الرمح طعنا فانما

يثقفه بين الطلا والجماجم

يجر على من لا يطيع مقالنا

تسد على الأرواح طرق المناسم

وتبني عليه الطير في أفق السما

رواقاً غشاه ريش جنح القشاعم

إذا فتقت روس النصال عشاءه

نثرن شعاع الشمس نثر الدراهم

صقيل طراز المجد أروع باسل

له نشوة عند السطا والمكارم

خلوت به والأفق تصدا شمسه

تباشير وضاح من السعد قادم

وشمت به سيفا على الدهر قاطعاً

وصلت فلم أقرع به سن نادم

وحسبي به أسمى عن التراب أخمصي

فما وطئت إلا على ألف راغم