وكنت إذا ما رابني الدهر مرة

وكُنْتُ إِذا ما رابَنِي الدَّهْرُ مَرَّةً

وَقَدْ وَلَدَ الدَّهْرُ الْكِرامَ فَأَنْجَبا

دَعَوْتُ كَرِيماً فَاسْتَجابَ لِدَعْوَتِي

أَغَرَّ إِذا ما رادَهُ الظَّنُّ أَخْصَبا

إِذا كُنْتَ راجِي نِعْمَةٍ مِنْ مُؤَمَّلٍ

فَحَسْبِيَ أَنْ أَرْجُو الْعَمِيدَ الْمُهَذَّبا

عَسى جُودُهُ الْمأْمُولُ يَنْتاشُ هالِكاً

أَسِيرَ زَمانٍ بِالْخُطُوبِ مُعَذَّبا

أَرى الدَّهْرَ لا يَزْدادُ إِلاّ فَظاظَةً

عَلَيَّ وَلا أَزْدادُ إِلاّ تَعَتُّبا

فَكُنْ لِبَنِي الأَحْرارِ حِصْناً وَمَعْقِلاً

إِذا خانَهُمْ صَرْفُ الزَّمانِ وَخَيَّبا

سِواكَ يُعابُ الْمادِحُونَ بِنَيْلِهِ

وَغَيْرُكَ مَنْ آبى لِجَدْواهُ مَطْلَبا