جرى من جفوني ما أذاب أجفاني

جَرى مِن جُفُونِي مَا أذاب أجفَانِي

وشَبَّت بِأحشَائي لَواعِجُ نِيرانِي

عَلَى فَقد خِلّ كَان رُوحِي وراحَتِي

وروحِي وريحَانِي ونَاظِر إنسَانِي

حَبِيب مَضى صَبرِي عَلَيهِ وكَيف لي

بِصبرٍ عَلَى ذاك الحَبِيبِ وسُلوانِ

كَأنَّ دُمُوع العَينِ مِنِّي لَفَقدِهِ

عَلَى أمَد الأيَّامِ تَجرِي بِطُوفَانِ

فَمَا دفَنُوا عُثمَان حَتَّى لِدفنِهِم

دفَنتُ مَسَرَّاتِي وَأحيَيتُ أحزانِي

فَإن غَيَّبُوا فِي التُّربِ عَادِل قَدّه

فَقَد غَيَّبُوا بَدراً وغُصناً من البَانِ

لَقَد مَات فِي بَحرٍ تَعَاظَم مَوجُهُ

فَمتُّ بِه فِي بَحرِ دمعِي وأشحَانِي

هُو الدُّرُّ غَار الدَّهرُ عَنهُ فَردَّهُ

لِمَعدنِهِ إذ مَالَهُ عِندهُ ثَانِ

عَلَيهِ اصطِبَارِي واقِعٌ بَعد فَقدِهِ

وكَم لِعَلِيّ وَقعَة بَعد عُثمَانِ

عَلَيهِ مِن المَولَى سَحَائِبُ رحمَةٍ

تَرُوحُ وتَغدُو كُلَّ يَومٍ بِهَتَّانِ