إلى محمد أهديت غر ثنائي

إلى محمد أهديتُ غرَّ ثنائي

فيا طيبَ إهدائي وحسن ثنائي

أزاهرُ روض تجتني لعطارة

وأسلاكُ درِّ تصطفى لصفاء

أكاليلُ من مدحِ النبي محمدٍ

بها حازتِ الآدابُ كلَّ بهاء

أضفتُ إلى ميلادهِ غزواتِه

وما عنَّ لي من آية وإياء

أحقُّ البرايا بالثناءِ مُضاعفاً

نبيُّ له في الوحي كلُّ ثناء

إمام الهُدى صلّى النبيون خلفه

وصلّى عليه أهلُ كلِّ سماء

أمينٌ على الوحي الكريم وإنما

هو السرُّ لم يُودَع سوى الأمناء

أضاءتْ به الدنيا فمن نوره سرَى

إلى الشمسِ والأقمار كلُّ ضياء

أسرّته تُهدي السرورَ وكفُّه

يكفُّ من الأعداء كلَّ عداء

أتانا بقرآن كريمٍ مُفصّل

جلا صدأ الأذهان أيَّ جلاءِ

أمانٌ يعم المؤمنين ومنةٌ

وحظٌّ جزيلٌ من سنىً وسناء

أيا عتقاء المُصطفى إن حقَّه

عظيمٌ فكونوا أكرم العتقاء

أما كنتم من قبله في شقاوةٍ

فلولاهُ هلْ كنتمْ من السعداءِ

أترجون في يوم القيامة غيره

إذا قيلَ هلْ للناسِ من شفعاء

ألم تعلموا عذر النبيين في غدٍ

وقولهم لسنا من الأثراء

إليه يشير ابن البتول إذا رأى

ضجيجُ الورى في حيرة وعناء

إشارتُه من قبل ذاك إلى اسمه

وكانَ الحواريون في الشهداء

ألا يا رسول اللّه أنتَ ملاذنا

وطبُّك مذخور لأعضل داء

أياديك يا خيرَ الورى عمّت الورى

فجازاك ربُّ الناسِ خيرجزاء