لقد سقاني الرعاف فيه

لَقَد سَقاني الرُعاف فيهِ

كُلَّ ذُعافٍ مِنَ السِمامِ

ماتَ شَهيداً وَمُتُّ ثكلاً

ثمَّتَ أنشرتُ لِلسّقامِ

مَتى يَهِجني اِسمُهُ يَجِدني

غَصّان بِالأَدمُعِ السِجامِ

ما قيلَ عَبدُ الغَنِيِّ إِلّا

ذُقتُ بِهِ غُصَّةَ الحِمامِ

مَرَّ خَيالاً عَلَيَّ لَيلاً

فَبَدَّلَ السُهدَ بِالمَنامِ

مَثَّلتهُ في الحَشا فَمَن لي

بِلَذَّةِ الأُنسِ وَالكَلامِ

مَثواهُ في القَلبِ غَيرَ أَنّي

في حُرَقٍ وَهوَ في سَلامِ

من مُسعِدي بِالبُكا عَلَيهِ

فَيَقضِيَ الكلَّ مِن ذِمامي

مَنِيَّتي مُنيَتي وَإِلّا

فَعَيشُ حَرّانَ مُستَهامِ

مِثلي إِذا ما الحَمامُ ناحَت

بَكى وَيَشكو مَعَ الحَمامِ

مِلتُ فَعانَقتُكَ اِشتِياقاً

وَلَم أُعانِق سِوى العِظامِ

ما لي رَأَيتُ الَّذي شجاني

مِنكَ وَما مُتُّ في المَقامِ

ماقُكَ دامَ بِلا بُكاء

وَالثَغرُ بادٍ بِلا اِبتِسامِ

مِن أَطيَبِ الطَيِّبينَ خيماً

كُنتَ وَمِن أَكرَمِ الكِرامِ

مِن شُهُبِ المَجدِ وَالمَعالي

بَثَّقتَ مُحلَولِكَ الظَلامِ