كم ذا تعامل بالوفاء فتنقض

كم ذا تعامَلُ بالوفاء فتنقضُ

كم ذا التكاسل والحبيب يعرض

ناداك وهو على الوصال يحرض

حتى متى عنا تصد وتعرض

هلا إلى نفحاتنا تتعرضُ

يا من تكدر في الموارد شربه

وذوت بروض القرب منا قضبه

وغدا عليلا قد تحير لبّه

إن كان أعياك السقام وطبُّه

فالجأ إلى أنا الطبيب الممرض

هذا محيا القرب أضحى أزهرا

وهلال أفق الأنس أصبح نيرا

فإلي متى أبداً تدور محيرا

أقدم علينا يا جبان فكم تُرى

متوانيا في وَعر غيك تركض

نفحات روضى وصالنا تُتَنَسّمُ

وحمام وادى ودنا يترنم

غنى بروحة أنسنا يستفهم

أوليس قد راشت جناحك أنعمُ

منا قما لك نحونا لا تنهض

مالي أراك تحوم حول قبابنا

وتدور ولهاناً على أبوابنا

إن كنت ترغب في سماع خطابنا

فانزل بساحتنا ولذ بجنابنا

فنزيل حضرة عزنا لا يرفض

قد كنت في أهل الوفا أبدا تعد

حتى غدرت فأبعدوك فمت كمد

هل تستطيع على بعادهم جلد

رفضوك إ ألقوك غدارا وقد

سدوا سبيل الوصل عنك وأعرضوا

باب القبول معرض فتعرضوا

وغياض دوحته تزخرف فانهضوا

مالي أرى عنا الجفون تغمض

ما حل ساحتنا أناس أعرضوا

عنا فلاذوا بالرضا إلا رضوا

أصبحت في ثوب التكاسل ترفل

وتقول عند القوم ما لا تفعل

أمقام حال العارفين تؤمل

سبقوك فيما تدعيه وأعملوا

كر المطايا نحونا وتفوضوا

أتروم رتبة حال قوم أودعوا

سراً به هاموا هوى وتولعوا

شدوا مطايا العزم عنك وأسرعوا

سهروا ونمت وإنهم مذودعوا

فينا لذيذ منامهم ما غمضوا

نثروا الدموع مذهباً ومفضضا

باتوا بأشواقٍ على جمر الغضا

فسقوا بكاسات المنى خمر الرضا

ورضيت ويحك حالة لا ترضتى

فصحيفة سودا وفود أبيض

قف وقفة المحزون في عرصاتهم

واستروح الأوراح من نفحاتهم

واشرب بكاس الأنس من فضلاتهم

لهم الأساة فناد في عرصاتهم

أضحى ببابكم العليل فمرّضوا