ترى هل درى به مغرم صب

تُرى هل درَى بهُ مُغرمٌ صبُّ

فأغراهُ بالتَّعذيبِ لي ذلكَ الحُبُّ

هوىً كادَ أن يُودي بعيني ومُهجتي

فلا ماءُ ذي يرقا ولا نارُ ذي تخبو

منَ السُّمرِ ما سُمرُ القنا كقَوامهِ

إذا ما ثنَى أعطافَه التيهُ والعُجبُ

تكفَّلَ تَسهيدي له وتولُّهي

لهُ النَّاظرُ الفتَّان والمبَسمُ العَذبُ

فبينَ الضنَّا والجسمِ سِلمٌ بهجرهِ

وبينَ الكَرى والجَفنِ قد قامتِ الحربُ

له سيفٌ لحظِ مُرهفٌ أنا ضامنٌ

لِمضربهِ أن لا يُقلَّ لهُ عَضبُ

حبيبي تُرى هل لي بعَطفِكَ ساعةً

يضمُّ حواشينا بها مَنزلٌ رَحبُ

وهل لي إلى الشَّكوى سبيلٌ فأَشتكي

فلا الرُّسلُ تَشفيني إليكَ ولا الكُتبُ

لجهلي أظنُّ القربَ لي منكَ نافعاً

وسِيَّانِ في وجدي لكَ البُعدُ والقُربُ

جَمالُ حَياءٍ زائدٍ وصِيانةٌ

ويكفيكَ أَن تحميكَ أَجفانُكَ الدُّربُ

ففي ذا وفي هَذاكَ قلبي مُولَّهُ

كئيبٌ وجفني لا يجفُّ له صبٌّ

تُمثلُ لي أَعطافَ قامَتكَ القنا

ويُذكرني ألحاظَ مُقلتكَ السِّربُ