ألا ليت صولة يوم الحبيل

ألا ليْتَ صَولةَ يومِ الحُبيلِ

وقد كشَر الموتُ عن نابهِ

وَقد صاحت الحربُ بالمُعلمين

ونادى الهَياجُ بأصحابِه

وقد جَاش بالخيل بحرٌ يموجُ

فيرمي القُرُومَ بعَبَّابِه

وَقد فرَّ عن نارها المائقونَ

وكلٌ تكشَّف عن عابِه

يُشاهدُني والقنا شُرَّعٌ

وكلٌّ يكنَّى باْلقابِه

فَما ليثُ عِرّيسةٍ خادرٌ

يصُدُّ الكَتيبةَ عن غابِه

هزبرٌ همُوسٌ نجيعُ الأسودِ

عَلى لُبدَتيهِ وأنيابِه

بأشجَعَ مني غَداةَ الحُبيلِ

إذا الروّعُ سُرّي بجِلبابِه

رَددتُ بسيفي خَميسَ الكُماة

على أثريِه وَأعقابِه

وممَّا شفاني عندَ اللّقاءِ

فَرارُ المليكِ وأنسابِه

كررْتُ عليهمْ فلْم يلبثوا

ومَا الموتُ عذبٌ لِشرَّابِه

كأنَّهم دَرْدَق مُرتهنٌّ

تَوجَّسَ نَبأةَ كلاَّبِه

تناوَلت عكلَّيُهمْ في الهياج

فَالثق سَلحاً بأثوبه

كفَرخِ الحُباري بذي هبوةٍ

توَّخاهُ بازٍ بمخلابِه

فخَرَّ على الحَزنِ مُستسلماً

يقي الرُّوحَ ذلاً بأسلابِه

فَظلَّ القُضاعيُّ تحت العجاجِ

وللنَّجع نضحٌ بأقرابِه

تطيلُ النساءُ عليه العَويلَ

ويَصرخن ثُكلاً بتَندابه

سخَوتُ بِه لذئاب المروِت

وَلم يكُ قدماً ليسُخَي بِه

شريتُ بنفسي ثنَا الجَحْفلين

ولَلْحَمْدُ خير لِطُلاَّبهِ

وَمنْ يكُ مثلي كذا يَصطلي

بِنار الوَطيسَ وتلهابِه

فَيا من يُجاذبُني في الفخار

فأني وذي العرش أولى بِه

أرِحْ ويْك نفسَك مما رجوت

وخلِّ العظيمَ لرَكَّابِه

لِمن يُسعرُ الحربَ بعد الخُمود

ويدخل لليثِ في غابِه

وَمن يهَبُ الخيلَ مجنوبةً

لهادي المديح لأبوابِه

وَقودِ الرَّكابِ معَ البهكنات

ومحض النُّضار بأكوابه

وَمن يمنعُ البيض ممَّا يسوءُ

إذا الرَّوُع ألوى بِهيّابِه

وَمنْ يفضحُ البحرَ عِلماً كَما

يسوءُ الغمامَ بتسْكابه

ومن يُروِ بالسَّيف والسمْهريِّ

وذلك والجُودُ من دابِه

سل الناسَ يرشدْكَ كلٌّ عليَّ

لكيْ تعرِفَ الشُّهدَ من صابِه