أغرك أني صرت في زي مسكين

أَغَرَّكَ أَنّي صِرتُ في زِيِّ مِسكينِ

وَصِرتَ إِذِ استَغنَيتَ عَنّي تُنَحّيني

تَباعَدتُ إِذ باعَدتَني وَاطَّرَحتَني

وَكُنتُ قَريبَ الدارِ إِذ كُنتَ تَبغيني

فَإِن كُنتَ لا تَصفو صَبَرتُ عَلى القَذى

وَغَمَّضتُ عَيني مِن قَذاكَ إِلى حينِ

وَحَسَّنتُ أَو قَبَّحتُ كَيما تَلينَ لي

فَحَسَّنتَ تَقبيحي وَقَبَّحتَ تَحسيني

رَضيتُ بِإِقلالي فَعِش أَنتَ موسِراً

فَإِنَّ قَليلي عَن كَثيرَكَ يَكفيني

وَبَعدُ فَلا يَذهَب بِكَ التيهُ في الغِنى

لَعَلَّ الَّذي أَغناكَ عَنّي سَيُغنيني

وَما العِزُّ إِلّا عِزُّ مَن عَزَّ بِالتُقى

وَما الفَضلُ إِلّا فَضلُ ذي الفَضلِ وَالدينِ

وَفي اللَهِ ما أَغنى وَفي اللَهِ ما كَفى

وَفي الصَبرِ عَمّا فاتَني ما يُسَلّيني

وَعِندي مِنَ التَسليمِ لِلَّهِ وَالرِضى

إِذا عَرَضَ المَكروهُ لي ما يُعَزّيني

وَحَسبي فَإِنّي لا أُريدُ لِصاحِبٍ

قَبيحاً وَلا أُعنى بِما لَيسَ يَعنيني

وَإِنّي أَرى أَن لا أُنافِسَ ظالِماً

وَأُرضي بِكُلِّ الحَقِّ مَن لَيسَ يُرضيني