وندمان صدق بل يزيد فكاهة

وَنَدمانِ صِدقٍ بَل يَزيدُ فُكاهَةً

عَلى الصِدقِ لَم يَخلِط مُواتاتَهُ مَحكا

حَمولٌ لِما حَمَّلتَهُ غَيرِ ضَيِّقٍ

ذِراعاً بِما ضاقَ الكِرامُ بِهِ مَسكا

دَعاني وَأَعطاني مِنِ ابنَةِ نَفسِهِ

مَوَدَّتَهُ المُثلى وَفي مالِهِ الشِركا

فَقُلتُ لَهُ لا يَشهَدُ الصُبحُ صَحوَةً

فَدَيتُكَ مِنّي يا نَديمُ وَلا مِنكا

وَبادِر بَقايا اللَيلِ يَبلُغكَ سُكرُهُ

يُحَدِّثُ مَن لاقى الصَباحَ بِهِ عَنكا

فَأَتحَفَنا الخَمّارُ حينَ طُروقُنا

بِراقودِ خَمرٍ شَكَّ في جَنبِهِ شَكّا

ذَخيرَةُ نوحٍ في الزَمانِ الَّذي اجتَنى

فَأَدخَلَها في الفُلكِ إِذ رَكِبَ الفُلكا

فَلَمّا عَمِدناها لِنَسفِكَ بادَرَت

تَباشيرِ رَيّاها وَنَكهَتِها السَفكا

كَأَنَّ أَكُفَّ القَومِ وَالآلَةَ الَّتي

يُديرونَ فيها أَمرَها ضُمِّخَت مِسكا

فَما لاحَ ضَوءُ الشَمسِ حَتّى رَأَيتُنا

نَقولُ لِوَقعِ السَكرِ في حامِنا قَدكا

تَرى عِندَنا ما يُسخِطُ اللَهَ كُلَّهُ

مِنَ العَمَلِ المُردي الفَتى ما خَلا الشِركا