ومجلس خمار إلى جنب حانة

وَمَجلِسِ خَمّارٍ إِلى جَنبِ حانَةٍ

بِقُطرَبَّلٍ بَينَ الجِنانِ الحَدائِقِ

تَجاهَ مَيادينٍ عَلى جَنَباتِها

رِياضٌ غَدَت مَحفوفَةً بِالشَقائِقِ

فَقُمنا بِها في فِتيَةٍ خَضَعَت لَهُم

رِقابُ صَناديدِ الكُماةِ البَطارِقِ

بِمَشمولَةٍ كَالشَمسِ يَغشاكَ نورُها

إِذا ما تَبَدَّت مِن نَواحي المَشارِقِ

لَها تاجُ مَرجانٍ وَإِكليلُ لُؤلُؤٍ

وَتَرنيمُ نَشوانٍ وَصُفرَةُ عاشِقِ

وَتَسحَبُ أَذيالاً لَها بِكُؤوسِها

تَحارُ لَها الأَبصارُ مِن كُلِّ رامِقِ

يَدورُ بِها ظَبيٌ غَريرٌ مُتَوَّجٌ

بِتاجٍ مِنَ الرَيحانِ مَلكُ القُراطِقِ

فَلَيسَ كَمِثلِ الغُصنِ في ثِقلِ رِدفِهِ

إِذا ما مَشى في مُستَقيمِ المَناطِقِ

لَهُ عَقرَبا صُدغٍ عَلى وَردِ خَدِّهِ

كَأَنَّهُما نونانِ مِن كَفِّ ماشِقِ

فَلَمّا جَرَت فيهِ تَغَنّى وَقالَ لي

بِسُكرٍ أَلا هاتِ اسقِنا بِالدَوارِقِ