لقد طال في رسم الديار بكائي

لَقَد طالَ في رَسمِ الدِيارِ بُكائي

وَقَدطالَ تَردادي بِها وَعَنائي

كَأَنّي مُريغٌ في الدِيارِ طَريدَةً

أَراها أَمامي مَرَّةً وَوَرائي

فَلَمّا بَدا لي اليَأسُ عَدَّيتُ ناقَتي

عَنِ الدارِ وَاستَولى عَلَيَّ عَزائي

إِلى بَيتِ حانٍ لا تَهُرُّ كِلابُهُ

عَلَيَّ وَلايُنكِرنَ طُولَ ثَوائي

فَإِن تَكُنِ الصَهباءُ أَودَت بِتالِدي

فَلَم توقِني أُكرومَتي وَحَيائي

فَما رِمتُهُ حَتّى أَتى دونَ ماحَوَت

يَمينِيَ حَتّى رَيطَتي وَحِذائي

وَكَأسٍ كَمِصباحِ السَماءِ شَرِبتُها

عَلى قُبلَةٍ أَو مَوعِدٍ بِلِقاءِ

أَتَت دونَها الأَيّامُ حَتّى كَأَنَّها

تَساقُطُ نورٍ مِن فُتوقِ سَماءِ

تَرى ضَوءَها مِن ظاهِرِ الكَأسِ ساطِعاً

عَلَيكَ وَإِن غَطَّيتَها بِغِطاءِ

تَبارَكَ مَن ساسَ الأُمورَ بِعِلمِهِ

وَفَضَّلَ هاروناً عَلى الخُلَفاءِ

نَعيشُ بِخَيرٍ ما انطَوَينا عَلى التُقى

وَما ساسَ دُنيانا أَبو الأُمَناءِ

إِمامٌ يَخافُ اللَهَ حَتّى كَأَنَّهُ

يُؤَمَّلُ رُؤياهُ صَباحَ مَساءِ

أَشَمُّ طُوالُ الساعِدَينِ كَأَنَّما

يُناطُ نِجاداً سَيفِهِ بِلِواءِ