صاح الزمان فعاد الجمع مفترقا

صاحَ الزَمانُ فَعادَ الجَمعُ مُفتَرِقاً

كَالضَأنِ لَمّا أَحَسَّت صَوتَ رِئبالِ

إِنَّ الفَوارِسَ ما اِنفَكَّت عَقائِلُها

مَطلولَةٌ بَينَ آسادٍ وَأَشبالِ

تَسَربَلَ الوَشيَ راجٍ أَن يُجَمِّلَهُ

وَالحَمدُ في كُلِّ عَصرٍ خَيرُ سِربالِ

وَكَيفَ يُعدَلُ مَوصولٌ بِمُنقَطِعٍ

يَبلى النَسيجُ وَهَذا لَيسَ بِالبالي

الناسُ يَسعَونَ في أَشياءَ مُعجِزَةٍ

وَسَعيُهُم لَيسَ مِن نُجحٍ عَلى بالِ

هَل مَيَّزَ يَوماً هَواءٌ في لَطافَتِهِ

بِمُنخُلٍ أَو صَفا ماءٌ بِغِربالِ

وَالنَبلُ يَبلُغُ ما أَعيا القَنا مَثَلاً

أُجريهِ لِلنُبلِ يُلفى عِندَ تِنبالِ

قَد أَحبَلَت سَمُراتُ الجَزعِ سامِعَةً

أَمرَ القَضاءِ وَما هَمَّت بِإِحبالِ

ما زِلتُ آمَلُ حَظّاً أَن يُساعِدُني

حَتّى أُتيحَ لِحَفري طولُ إِجبالِ

إِذا أَنافَ عَلى الخَمسينَ بالِغُها

فَليُضمِرِ اليَأسَ مِن سَعدٍ وَإِقبالِ

وَالعُمرُ إِصعادُ إِنسانٍ وَمَهبِطُهُ

كَالأَرضِ أَودِيَةٍ مِنها وَأَجبالِ