أشمس الضحى لاحت ام الكون باسم

أَشمسُ الضُحى لاحت ام الكونُ باسمُ

وزَهرُ الرُبى فاحت ام البِشرُ ناسمُ

أَريحُ الصَبا اهدت لنا عَرفَ طِيبها

ام اليُمنُ والإِقبالُ للناس قادمُ

اهذا سَنَى اللاهوتِ أَومضَ في الذُرى

ام المجدُ بالناسوتِ لِله خادمُ

اهذه رموزٌ ملَّ منهنَّ كاشفٌ

اهذه كنوزٌ كلَّ عنهنَّ فاصمُ

أَحقَّت مواعيدُ استهلَّت رُسُومُها

ام الرسمُ امحى والحقيقة راسمُ

اهذا نَهارُ البَعثِ فالمَيتُ قائمٌ

اليوم يومُ اللُبثِ فالحيُّ نائِمُ

الاحِندِسُ الجُلَّى تجلَّى ام الهُدَى

تجلَّى فضاءَت من سَناهُ العوالمُ

أَنورٌ سماويٌّ بغير تصنُّعٍ

اضاءَ فما هذه الوُجوهُ الوسائِمُ

فليسَ أُوارٌ شِيبَ باللَبس والدَها

وليسَ دُخانٌ للظَى ومطاعمُ

اهذا يشوعُ المُوقِفُ الشمسِ واقفٌ

تُرَى ام يسوع بحلَّةِ الإِنس قائِمُ

وهذانِ إِيليَّا وموسى كِلاهما

لهُ في حضور الطُور معنىً ملائمُ

فحيٌّ وميتٌ قد أُقيما شهادةً

لمن أَنبأَت عنهُ العُصورُ القوادمُ

الهٌ بامر الفِرقَتينِ محكَّمٌ

على أَنَّهُ ربٌّ على الكل حاكمُ

فموسى تراهُ شاكياً جُرمَ شعبهِ

ولا جَرَمٌ في ان تُلامَ الجرائِمُ

ويتلوهُ ايليا شكا غَيَّ عِترةٍ

لبَعلٍ اقامت فَهيَ رَهطٌ يُقاوِمُ

كذا كهنة الأَلصُونِ والخِزي نافَقوا

وما انفقت باللَه تلك الذمائِمُ

أَرَى وجَهَهُ كالشمسِ مزدهرَ الضيا

يَغُضُّ سَناهُ طَرفَ مَن هو شائِمُ

وأَثوابهُ كالثلجِ بِيضٌ نقيَّةٌ

فلله هذي المُعجزات العظائِمُ

مشيراً إلى الدهر العتيدِ بانهُ

بهِ تشمَلُ النُعمَى فنِعمَ النعائِمُ

تَجَلِّيهِ يُنبِينا بطَبعَيهِ أَنهُ

الهٌ وإِنسانٌ ومَن شكَّ نادمُ

وأَهدابهُ تَكنِي طَهارَتَهُ التي

ابى اللَه ان تشنا سَناها اللوائِمُ

وبُرهانُهُ الأَشياخُ في جَليانهِ

وأَبكارهُ كُلٌّ على العرس قائِمُ

يجولُ بثوبٍ ناصعٍ وَهوَ يجتلي

كأَزهار روضٍ ضُمِّنتها الكمائِمُ

ولما تجلَّت شمسُ أُنسِ جَلالهِ انجَلَت

من قُلوب المؤمنينَ السخائِمُ

اراد الصَفا منهُ المِظَلَّاتِ للصَفا

وقد فاتهُ ما رامَ والشرحُ لازمُ

توهَّمَ ان الربَّ قد شاءَ إذ أتى

بمُوسَى وايليَّا هناك يداومُ

وخوفاً عليهِ من شُرورِ عُداتِهِ

على أَنَّهُ ثَمَّت لهُ الطُورُ عاصمُ

وقد شاقهُ ما شامَهُ من ضِيائهِ

فأَعجبَهُ فيما رآهُ التداومُ

ولكنهُ قد ظَلَّلتهم غَمامةٌ

وفي ضِمنها صوتٌ من الآب حاتمُ

لَهذا هُوَ ابني المُجتَبَى فاسمعوا لهُ

فصاخَ لهُ النَدبُ السَرِي وَهوَ حازمُ

لذا أُسقِطوا فوقَ الثَرَى فكانهم

من الخوف غالتهم رُقىً وطلاسمُ

كفِتيةِ كهفٍ ما دَرَى منهم امرؤٌ

بَسَبتِ مَنامٍ مُنذُ ما هُوَ نائِمُ

فجاءَهمُ ابنُ اللَهٍ مستنهضاً وقد

تقوَّت بهم إِذ شاهَدوهُ العزائِمُ

ولم يَرَوُا الَّا الإِبنَ في الطُور وحدَهُ

فعادوا وكلٌّ اذهلتهُ المعالمُ

فكانَ تَجَلِّيهِ نَهاراً ليختفي

عن الناس ذيَّاك السَنَى المتفاقمُ

فلو ضاءَ ليلاً لاستنارَ دُجونُهُ

واشعر في مالم يُبنهُ العوالمُ

فآبى وأَوصَى الرُسلَ في كتم ما رأَوا

بان لا يُذِيعوا السِرَّ والامر جازمُ

إلى ان يُرَى كالليثِ هبَّ من الكَرَى

صَباحَ انطوت أَكفانُهُ والشكائِمُ

وحُرَّاسهُ لم يغفُلوا قَدرَ لحظةٍ

وما فُكَّ عن ذاك الضريح الخواتمُ

وليسَ عُجابٌ من تجلِّيهِ انما

عُجابٌ تواريهِ الذي هُوَ كاتمُ

فما ذلك اللاهوتُ لكنَّ مجدَهُ ال

ذي حازهُ الناسوتُ والحقُّ ناجمُ

غريغوريوس قد ضلَّ رأياً بزعمهِ

وبرلامُ ناواهُ بما هو زاعمُ

فكلٌّ غدا في ظُلمةِ الكُفرِ خابطاً

كعَشواءَ في ليلٍ دَجا وَهوَ قاتمُ

وقد كان يوحنا ويعقوبُ والصَفا

شُهوداً لهُ حقّاً ليَخزَى المُقاومُ

ابانَ لهم طُوباهُ كيلا يُشكِكّوا

إذا ما رأَوا ناسُوتَهُ وهو آلمُ

لذا بانَ من بعد القِيامةِ بينهم

وقد تَمَّ فيهم رِفدُهُ المتراكمُ

بإِيضاحهِ آثارَ صلبٍ وحَربةٍ

لها سِمَةٌ في جِسمِهِ وعلائِمُ

ونادى بتوما قُم وحقِّق ولا تَكُن

مشكّاً فأَمسَى وهو للشكِّ عادمُ

رَعَى اللَهُ ساعاتٍ تجلَّى بها الرضَى

فما هذهِ الساعاتُ الَّا ولائِمُ

رعى اللَهُ يوماً قد تجلَّى بهِ ضُحىً

وجلَّت بهِ آلاؤُهُ والمكارمُ

رعى اللَهُ يوماً قد تجلَّى بُسورُهُ

وقد أَومضَت فيهِ الثُغورُ البواسمُ

فللَّهِ وقتٌ فيهِ يُجلَى إلهنا

ألا إِنَّ ذَيَّاكَ الزَمانَ مواسمُ

نَهارٌ غدا في جَبهةِ الدهرِ غُرَّةً

ولكنهُ في إِصبَع الغُرّ خاتمُ

يسائلُني الأَضدادُ هل ذاك منقض

فقلتُ مَعاذَ اللَه بل هو دائِمُ

ايا طُورَ تابورَ الذي حلَّ سَفحَهُ

الهٌ لهُ كلُّ البرايا خوادمُ

تدينُ لك الأَجبالُ طوعاً كانها

عليها بُرىً من طاعةٍ وخزائِمُ

ايا جَبَلاً قد داسَهُ اللَهُ فاغتدَى

يباهي بهِ أَملاكَهُ ويوائِمُ

لَأَنتَ غَدَوتَ الآنَ عرشاً مُقدَّساً

ففي مَتنِكَ الأَملاكُ طُرّاً حوائِمُ

ايا مَلَكُوتَ اللَهِ والأمرُ واضحٌ

لك الفوزُ فوزٌ ما زَجَتهُ المغانمُ

فما طُورُ سِينا ثُمَّ لُبنانُ في الرُبَى

لك الكلُّ أَيمُ اللَهِ عبدٌ وخادمُ

بَرِئتَ من الرَحمنِ من كلِّ ريبةٍ

فتَبّاً لها ان أَغرَضتك الملاومُ

صعيدُكَ لم تُصعَد عليهِ صعيدةٌ

ولا حَلَّ فيهِ قَطُّ تلكَ المحارم

ولا نُضِحَت فيكَ الدِماءُ لدُميةٍ

ولا قُرِّبَت للجِنّ فيك البهائِمُ

لقد حازتِ الأَكوانُ نُوراً وبَهجةً

وقد خيَّمت في ظِلِّهِنَّ المراحمُ

بربٍّ أَرانا مجدَ اجسامنا التي

عقيبَ البِلَى عنها البِلَى هُوَ حاسمُ

فيا جوهراً يعلو على كل جوهرٍ

بلا عَرَضٍ في ذاتِهِ هُوَ قائِمُ

ايا مَلَكُوتاً ليسَ يرقاهُ طامثٌ

ايا جَبَرُوتاً ما ثَناهُ مُصادِمُ

ايا رَحَموتاً عندَهُ كلُّ رحمةٍ

ايا عَظَموتاً لاق فيهِ التعاظم

عزائِمُ فضلٍ منكَ جلَّت وانهُ

على قَدرِ اهل العزم تأتي العزائم

جبالُ ذنوبي عندَ عُظمكَ ذَرَّةٌ

وتَصغُرُ في عين العظيم العظائمُ

فكم نِعمةٍ فُضلى أَضَعتُ وانني

غريمٌ لها والمُتلِفُ الشيءَ غارمُ

نظمتُ نِثارَ الإِثم عِقدَ الرَدَى وما

شَعَرتُ فما أنا شاعرٌ بل ناظمُ

افاعي ذنوبي دَبَّ في النفس سُمُّها

ومن نفثها المُردِي بقلبي سمائِمُ

اراقمُ آثامٍ رَقَمنَ ليَ الرَدى

تجاوَزَتِ الأَعدادَ واللَهُ راقمُ

كاني وفِعلاً رابَني حرفُ عِلَّةٍ

بفعلٍ اذا ما بادَرَتهُ الجوازمُ

ولكِنَّني لما لجَأتُ إلى التي

لها الناسُ والأَملاكُ والعرشُ خادمُ

سَلِمتُ بها من كل رَيبٍ وعِلَّةٍ

كأَنِّيَ فعلٌ آمِنُ الجزمِ سالمُ

فكم من حُبَى إِثمٍ فَرَتها ببأسها

وقد عَجَزَت عنها السيوف الصوارمُ

وكم من صُكوكٍ قد مَحَتها بجُودِها

وقد خَسِئَت عنها العُيونُ السواجمُ

وكم في حِماها خائفٌ ظَلَّ آمناً

وما كادَ تَحميهِ القِلاعُ العواصمُ

وكم من أياديها جَنَى الناسُ أَنعُماً

فتلكَ أَيادٍ دُونَهنَّ الغمائِمُ

هِيَ الخُبزُ والأَلواحُ والمنُّ والعَصا

هِيَ القُدسُ حَقّاً وَهيَ تلك العلائِمُ

هيَ التاجُ والتابوتُ والهيكلُ الذي

لإِجلالهِ الكاروب فيهِ مُلازِمُ

مَنارةُ قُدسِ القُدسِ يزهو ضِياؤُها

لها سُرُجٌ تَنجابُ منها المظالمُ

هيَ السُلَّم العالي التي لاحَ رَمزُها

ليعقوبَ في تِلكَ الفَلا وهو نائِمُ

فلن تَبلُغَ المُدَّاحُ شَأوَ مديحها

وهل ترتقي أَوجَ السَماءِ النعائِمُ

فمَن يعتصم يوماً بأَذيال غيرها

يَعُد ساحباً ذيلَ الحَيا وهو سادمُ

فمُنذُ حَلَت عِندي مكارمُ فضلها

أَبى اللَهُ ان تحلو لَدَيُّ اكارمُ

ولا راقَ طرفي غيرُ حسنِ بَهائِها

ولا حَسُنَت عندي الحِسانُ الكرائِمُ

أَيا خيرَ خَلقِ اللَهِ اني لقَائلٌ

بكِ الحقَّ مِصداقاً وما انا زاعمُ

عليكِ سَلامُ اللَهِ ما شادَ مادحٌ

مديحكِ في شعرٍ لهُ الروحُ ناظمُ

عليكِ سَلامُ اللَهِ ما يَمَّمَ الهُدَى

وما ظَفِرَت بالعَفو منكِ المآثمُ

عليكِ سَلامُ اللَهِ ما ناحَ آثمٌ

على إِثمهِ جُنحَ الدُجى وهو جاثمُ

عليكِ سَلامُ اللَهِ ما حُثَّتِ المَطا

وما دَمِيَت بالسَيرِ منها المناسمُ

عليكِ سَلامُ اللَهِ ما اخضَلَّ نابتٌ

وغنَّت على أَيكِ الرِياضِ الحمائِمُ

عليكِ سَلامُ اللَهِ ما حَنَّ مُبَعدٌ

وما أَنَّ مُشتاقٌ وما رَقَّ راحمُ

عليكِ سَلامُ اللَهِ ما انتشرَ الصَبا

وما نَشِفَت عَرفَ النسيمِ الخياشمُ

عليكِ سَلامُ ما جاءَ في الوَرَى

وليدٌ وما نِيطَت عليهِ التمائِم

عليكِ سَلامُ اللَهِ ما بِكِ ابرعت

بِداياتُ مدحٍ حَسَّنَتها الخواتمُ