يا رائد الشعب

ذكرى وفاتك إحياء لأعمال

من صنع عزمك أم بعث لأجيال

ام نشر صحف جهاد ذدت عن قيم

عليا به ونضال منك ذي بال

أم عرض ثورة شعب كنت قائدها

بالرأي من قبل ان يصلى بها صالي

يا رائد الشعب للأهداف سرت به

دينا ودنيا بفكر منك جوال

إني دعيت الى الذكرى لأشهدها

وإنما تعرض الذكرى على السالي

تالله ما خطرت سلواك في خلدى

يوما ولا عبرت ذكراك من بالي

كأن موتك ما مرت فجيعته

ولا خلت لحظة من عامه الخالي

هنا بنوك الذين استمسكوا أبدا

من رمزك الخالد السامي باذيال

لقد تساقوا شراب العهد بينهم

على اسم ذكراك سلسالا بسلسال

وقدموا لك أعلاقا منسقة

على موائد تكريم وإجمال

فأتحفوك عيونا من قصائدهم

أقر سامعها بالسحر للتالي

انت الغني بما خلدت من مثل

عن مدح قافية أو رفع تمثال

أحييت بالعلم شعبا سيق معظمه

للقبر في كفني جهل وإهمال

وجئت بالنور في يمناك ترفعه

تجلو الغياهب عن أبصار ضلال

هل كنت عيسى الذي أحيا الرفاة بما

أحيا وبدل آجالا بآجال

أم البشير الذي ألقى القميص على

يعقوب طبا بنور للأسى جالي

أم البشير الذي القى العظات على

شعب الجزائر مرموقا باجلال

حرية الفكر والتعبير عشت لها

رمزا بما رمت من تحطيم أغلال

حرية الفكر والتعبير ظاهرة

فضلى لكل شجاع القلب مفضال

ورب قولة صدق منك هادفة

أعلنتها تتحدى كل صوال

ونهضة كنت فيها شامخا أنفا

كالطود عن كل تشويش وإخلال

أعطيت في الصبر درسا للدعاة سما

مغزى فلم تجز أنكالا بأنكال

وكان نصرك يمنا بعد مشأمة

على البلاد وأمنا بعد أهوال

يا شعب حفلك في يوم البشير بدا

غيلا تلاقت به أشبال رئبال

ذكرى الرجال منار للرجال لهم

هاد وقدوة أبطال بأبطال

ولا وفاء لحي بعد ميته

إلا بحفظ لما أبقى وإكمال

إن البشير أديب العصر عالمه

فذ الأسانيد أملى فذ أنقال

اذا روى الشعر والأخبار كان بها

كـ (ـالأصمعي) وإن أملى فـ (ـكالقالي)

جمعية العلماء استخلصته لها

فكان في كفها كالصارم الحالي

يرتاح للمجد لكن ما ازدى أحدا

ولم يصعر له خدا كمختال

وكان يمزح احيانا بمجلسه

عذب الحديث بأرجاز وأزجال

لكن اذا جد جد الشعب قام به

يملي العظات وقورا غير هزال

سل المدينة عما قد روى وحوى

كتبا وواصل من بحث وتسآل

سل الرياض وسل أم القرى فهما

أدرى بما نال من عز وإقبال

وسل دمشق فقدما جاد تربتها

بمرجحن من الآداب هطال

وعن مناهج تعليم وتربية

عليا لتخريج أعلام وأبطال

وحله مشكل التعريب حيث راى

تيسيره وتحامى كل اشكال

فقال نبدؤه مما نلقنه

في الدرس من كلم فصحى لأطفال

وسوف ينقل من أوساط معرفة

بالإحتكاك إلى أوساط جهال

قل للمعلم اكثرت الحلول الى

أن صرت في حيرة منها وبلبال

وكيف تجمل بالأستاذ حيرته

في رد فرع لأصل دون إخلال

ما كان شغلك إلا صنع أدمغة

او صوغ ألسنة من معدن عالي

أراك في حملة التعريب قائدها

فكيف تفشل من تثبيط خذال

أد الرسالة ما واتاك حاضرها

وكن بمستقبل التعريب ذا فال

إن الفروع به تنمو بفطرتها

إلى الأصول فطعمها بآمال

حافظ على الروح فيما تقتنيه ومل

عن كل مستورد للروح قتال

وخذ ودع من فنون العلم مقتنيا

فإنها ذات ألوان وأشكال

ما أحوج الشعب في العصر الجديد الى

نشء جديد لعلم العصر نخال

مخضرم القطف يذكو من ثقافته

عرف الورود وريح الشيخ والضال

الزهد في الشعر أخفى كل موهبة

وعاق عن كل إبداع وافضالي

وأخمل النابهين السابقين بما

باؤوا به من جحود أي إخمال

كم ناشئ فيه لو يعنى به ادبا

لذاع صيتا كشوقي أو كإقبال

ويح النبوغ بلا راع فغايته

إفلاس موهبة أو خوض أو حال

ما للشباب تخلى عن وظائفه

وصار مشتغلا بالقيل والقال

جاب الشوارع بطالا فيا أسفا

على شباب بزهر العمر بطال

ارى العطاش بلا حد فشوا وأرى

أشقى العطاش نفوسا وأردى الآل

هيا الى العلم نكرع من موارده

ونعقب الشرب إنهالا بإعلال

لعلنا نقتفي أثر البشير به

في كل غرس له خصب واغلال

وما له من يد طولى وتوعية

للشعب في الثورة العظمى وأعمال

كم خطط الخطط المثلى لها وجلا

أهدافها وتحرى خير منوال

وجال في عاصمات الشرق منتصرا

بالحمس من قادة فيها وأقوال

حتى علت جبهة التحرير وانتصرت

وقررت وضع أوزار وأثقال

واقبل الجيش مرفوع اللواء على

أرض الجزائر طلق الوجه والبال

وكيف يهزم أبطال لنا شفعوا

رمي الرصاص بتكبير وإهلال!

فأورثوا الشعب تحرير البلاد كما

باؤوا من الغاصب الجالي بأنفال

وكيف لا تذعن الدنيا لثورتنا

وقد بلت بأسنا في كل زلزال

وما لنا اليوم لا نلقي الرجاء على

حكم لنا ناهض عنا بأحمال