تساءلني أم البنين وإنها

تساءلني أمّ البنين وإنها

لأعلمُ من تحت السماء بأحوالي

ألم تعلمي يا ربّة الخدرِ أنني

أجلّي همومَ القوم في يوم تجوالي

وأغشى مضيق الموت لا متهيّباً

وأحمي نساء الحي في يوم تهوال

يثقن النسابي حيثما كنت حاضراً

ولا تثقن في زوجها ذات خلخال

أميرٌ إذا ما كان جيشيَ مقبلاً

وموقدُ نار الحرب إذ لم يكن صالي

إذا ما لقيت الخيل إنّي لأول

وإن جال أصحابي فإني لها تال

أدافع عنهم ما يخافون من ردى

فيشكر كلّ الخلق من حسن أفعالي

وأورد رايات الطعان صحيحةً

وأصدرها بالرمى تمثال غربال

ومن عادة السادات بالجيش تحتمي

وبي يحتمي جيشي وتحرسُ أبطالي

وبي تتّقي يوم الطعان فوارسٌ

تخالينهم في الحرب أمثال أشبال

إذا ما اشتكت خيلي الجراحَ تحمحماً

أقول لها صبرا كصبري وإجمالي

وأبذل يوم الروع نفسا كريمة

على أنها في السلم أغلى من الغالي

وعنّي سلي جيشَ الفرنسيس تعلمي

بأن مناياهم بسيفي وعسّالي

سلي الليل عني كم شققت أديمه

على ضامر الجنبين معتدل عال

سلي البيد عني والمفاوز والربى

وسهلا وحزنا كم طويتُ بترحالي

فما همّتي إلا مقارعة العدا

وهزمي أبطالاً شداداً بأبطالي

فلا تهزئي بي واعلمي أنني الذي

أهاب ولو أصبحتُ تحت الثرى بالي