عن الحب ما لي كلما رمت سلوانا

عن الحبّ ما لي كلما رمت سلوانا

أرى حشو أحشائي من الشوق نيرانا

لواعج لو أن البحار جميعها

صببن لكان الحر أضعاف ما كانا

تئج إذا ما نجد هبّ نسيمها

وتذكو بأرواح تناوح ألوانا

فلو أنّ ماء الأرض طرّاً شربته

لما نالني ريٌّ ولا زلت ظمآنا

وإن قلت يوما قد تدانت ديارنا

لأسلو عنهم زادني القرب أشجانا

فما القرب لي شاف ولا البعد نافع

وفي قربنا عشق دعاني هيمانا

وفي بعدنا شوق يقطع مهجتي

كتقطيع بيت الشعر للنظم ميزانا

فيزداد شوقي كلما زدت قربة

ويزداد وجدي كلما زدت عرفانا

فيا قلبي المجروح بالبعد واللقا

دواك عزيز لست تنفكّ ولهانا

ويا كبدي ذوبي أسىً وتحرّقاً

ويا ناظري لا زلت بالدمع غرقانا

أسائل عن نفسي فإني ضللتها

وكان جنوني مثل ما قيل أفنانا

أسائل من لاقيت عنّي والهاً

ولا أتحاشاهم رجالاً وركبانا

أقول لهم من ذا الذي هو جامعي

ويأخذني عبدا مدى الدهر حلوانا

وأسألُ عن نجد وفيه مخيّمي

وأطلب روض الرقمتين ونعمانا

منازل كانت لي مصيفا ومربعا

غداة بها أدعى صبيا وشيبانا

ومن عجب ما همت إلا بمهجتي

ولا عشقت نفسي سواها وما كانا

أنا الحبّ والمحبوب والحب جملة

أنا العاشق المعشوق سرا وإعلانا