سلم على الذكرى

يا غائِبًا وَ نَجاوَى الرُّوحِ تَرعاهُ

أَودَعتُ فِيكَ دَمِي وَ الحافِظُ اللَّهُ

سَلِّمْ هُناكَ عَلى الذِّكرَى إِذا خَطَرَتْ

وَ قُلْ لَها : ( إِنَّنِي بِالعِشقِ أَوَّاهُ

وَ إِنَّهُ وَ إِذا غابَتْ مَلامِحُهُ

فَإِنَّ لِي أَمَلًا أَنِّي سَأَلقاهُ )

يا ساكِنًا فِي ضَمِيرِي قَدْ عَوَى وَجَعِي

فاسمَعْ مِنَ الحَزَنِ المَوصُولِ شَكواهُ

وَ اضمُمْ إِلَيكَ فُؤادًا لَستَ تُنكِرُهُ

قَدْ نالَ مِنْ قَهرِهِ ما كانَ يَخشاهُ

لَقَدْ بَعَثتُ إِلَيكَ الحَرفَ مُختَنِقًا

يَفِيضُ مِنْ نَبضِهِ بِالوَجدِ مَعناهُ

فامدُدْ لَهُ مِنْ يَدَيكَ الوَصلَ حَيثُ أَتَى

وَ انفَحْ عُطُورَكَ تَسرِي فِي حناياهُ

وَ طِرْ لِذاكَ الزَّمانِ الحُلوِ فِي طَرَبٍ

وَ ارجِعْ بِهِ عَلَّنا نَحظَى بِذِكراهُ

إِنْ مَرَّ طَيفِيَ فاعطِفْ إِنَّهُ كَلِفٌ

وَ افسَحْ فَإِنَّ شَغافَ القَلبِ مَسراهُ

أَمَّا إِذا مَرَّتِ الأَنسامُ تَحمِلُنِي

فارفِقْ بِمَنْ صَرَخَتْ : ( وا حَرَّ قَلباهُ )

حَبَوتُكَ المُهجَةَ الخَضراءَ مُتَّكَأً

لانَتْ حناياهُ وَ ازدانَتْ زَواياهُ

فَكَيفَ أُنكِرُ قَلبًا أَنتَ صاحِبُهُ ؟

وَ كَيفَ أُنكِرُ وُدًّا أَنتَ مَولاهُ ؟

أَقسَمتُ : ( إِنِّي وَ رَبِّ البَيتِ أَهواهُ

إِنْ ضَرَّنِي الدَّهرُ فِيهِ لَستُ أَنساهُ )