لماذا رجعت

(1)

لماذا رجعت ..

لماذا أتيت

وكل المساءات ماتت لديّ ؟!

وكل الذي كان زهراً تشوّك في مقلتيا

وماذا يفيد الكلام الشجي ؟!

وماذا يفيد الشعور البهيّ ؟!

وقد غادرتك السنون التي جمّعتنا زماناً قصيا

على ضفة العشقْ

وضفة الشوقْ

وذقنا مراراً نعيم الوداد

وخمر الشعور

وكم ظللتنا السطور الندية

فعدنا حيارى

وعاد اللقاء وئيداً

نسيّا !

(2)

لماذا رجعت

وكل الدموع التي فارقتني

تهادتْ إليّ !

لماذا تثير التهاب الحنايا

وقد خفّ فيها النوى والحريق

الذي حال دوني ودون البرايا ؟!

لماذا تصبّ الندى في يديّا

وتمضي سريعاً لتشعل فيّ عذاباً جديدا !

ونأياً حقودا

لماذا تعانق صدقي السّجيّا

وتخدع قلبي النقيّ السّخيا ؟!

(3)

لماذا تنادي الوداد الذي منذ أن ضاع فيك

وضيّعته قد غفا في برود

لتقتل فيّ هناء الصموت

وخمر الصمود ؟!

لماذا تقدم باقات حسّ ..

وانسيتنيه رويداً .. رويدا !

لماذا تلاعب أطفال بوحي

وتسرق مني احتضاني

ودفئي العزيز الأبيّا ؟!

(4)

لماذا تفجّر فيّ اختلاجات صمتي

ولمّا أنوح ..

تسافر خلف المدى

والهوى والثريّا !!!

لماذا توزع أمني نديّا طريا

لكل الشخوص التي مزقتني مليّا ؟!

لماذا تعود إليّا .. ؟

لماذا ؟!

وقد طار قلبي

وطار فؤادك

وطرنا جميعاً لقهر البعاد

ولاعشّ يجمع جرحاً فتيّا !

(5)

أنا قد سئمت شرودك عنيّ

شرودكَ فيّا

وها قد سئمتُ الشرود إليكَ

وعفتُ المرور أمام يديك

أمام يديّا

وقد ملّ قلبي انصبابكَ تيهاً

وظلماً

وظناً

وقهراً عصيّا !

لأنك تُسخّر قلبي لتسخر منّي

تُحرّض روحي لتخنق روحي

بكلتا يديّا

لأنك تقتلُ فيّ الحياة النقية ..

تقتل فيّا

تباريح موتي الرحيم

الشّهيّا !

(6)

لقد مات فيكَ الحنانُ القديم

ونبضُ التشّوق من مقلتيكَ

إلى مقلتيّا

وعزّ عليكَ احتياجي إليك

وهان احتضاري

وهنت لديك

فلم تبقِ منّي

وأسرفتَ فيّا

ولم تبقِ شيئاً يمتُّ إليّا

فكن حيث شئتَ ..

وكن ماتريد

لقد شئتُ ألا أعود إليكَ

وقد هام فيك الضلالُ البعيد

وهمتَ به جاحداً

وعتيّا !