بهو الفيروز

أنتَ القصيدة ، فيك رعشتها

فيك الضنى ، والزهو ، والترف

فيك الرحيل المُرُّ قافية

رفافة ، من طبعها الهَيَف

فيك احتدام اللحن في فمها

لما يهز قوامها الدَّنف

الموجُ فيضٌ من تألقها

والشوق من آياته الصلفُ

يُلقي إليها الصبُّ آهته

فتجود بالنجوى ، فيرتشف

والمُدلجون لها رواحلهم

تعدو ويُطوى دونها الهدف

يتسابقون إلى الهوى زُمراً

ونفائس المحصول تختلف

فيها من المخبوء لؤلؤة

عذرية ، وكثيرها صدف

الشعرُ أنت كلاكما لغة

من رائع الإحساس تغترف

تعب الهوى في سر شفرتها

والبِكر يحمي عرضها الشرف

غنَّى لها الغواص ، جاذبها

حبل الدلال ، فكاد يُختطف

ألقى شباك الصيد ، أرهقها

فأتت وملء خيوطها أسف

الشعر أنت عليكما ظُلل

كُشف الخبيء وليس تنكشف

بهو من الفيروز نقطعه

حبَّاً ولكن ما له طرف

” السندباد ” يعود راوية

يروي الهوى ويظل يعترف

يصِف الرؤى ،ويقولها بأسى

” إن الحقيقة فوق ما أصف”

وتظل في الأعماق أسئلة

فيها جواب الناس مختلف

ويظل هذا اللغز يأسرنا

ولذا لنا في صدركم كَنَف

وقف الألى فوق الطلول هوى

واليوم نحن لشوقنا نقف