قراءة لعوامل التعرية

كم ندّعي عشق الحروف ونكتب

ونقول : إنَّا في غرامك نتعب

ونذوب في عينيك نفح قصيدة

عربيةٍ ومن المدامع نشرب

ونُذيب فيك حناجراً ذهبية

فإلى متى نجني عليك ونكذب

وطني الذي أخفيت عنك تجاربي

في الحب كم جهل الغرامَ مجرب

أشكوك أم أشكو الأحبة أخلفوا

وعد الهوى ، والعاشقون تغيّبوا

هربوا ولم اعهد محباً صادقاً

من وجه من وَهب الهوى يتهرب !

ها أنت يا نهر الجراح خريطة

صماء ليس بها لسان يعرب

وإذا تكالبت الجراح بخافق

ما فاده طبٌ ولا متطبب

أوغلتَ في عُمق الظلال مكابراً

ودروب من سلك الدُّجى تتشعب

شِمتَ البروق الخُضر تزجي غيمة

تشوي الظما لكن برقك خُلب

لا تخدعنَّك أنجم ببريقها

فنجوم فتحك “راقصان”و “مطرب”

كانت إذا اهتزت ” دمشق ” لحادثٍ

هاجت ذرا ” صيدا ” وماج “المغرب”

واليوم في ” الأقصى ” جراحك ثرةٌ

والكفُّ مجدبة وظهركَ أحدب

” بكرُ ” التي شحن التحدي قلبها

لحقت بها خوف الفضيحة ” تغلب”

علب مكدسة يعربد فوقها

جيش الظلام لكل بيت مذهب

ترمي على زنديك كل همومها

ولأجل وجه المستهام ستضرب

تُهديك أوراق البكاء هزيلة

خجلى الحروفِ جبينها يتصبب

وطني وفي عيني ألفُ حكاية

نشوى ، وألف قصيدة تتلهب

أذنبت في حبي الذي كتّمته

عمداً ، وبعض الحب حبٌّ مذنِب

أنا ما سلبتك يا مدار مشاعري

مجداً فمجدك خالدٌ لا يُسلب

أنا ما كفرت بطعم شوقكِ إنه

عندي ألذُّ من اللذيذ وأطيب

أنا ما لعبت بأحرفي وعواطفي

أنَّى لمن لعق المصائبَ يلعبُ ؟

لكنني حُمِّلتُ عبء محبة

والحبُّ في زمن الأسى مستغرب !

تبقى قلوب العاشقين وفيّةً

وقلوب من لبس المحبَّة قُلَّب

أبكي لمن أبكى وجلدي هارب

مني وثغري بالجراح معلَّب

فتَّشت عن عشقٍ أجود به فما

ألفيت ألا آهة لا تنضب

فسكبت منها في وريدك رعشة

والمجد يورق من دماءٍ تُسكب

أنا ههنا لكنَّ ” حيفا ” في دمي

وفمي بطعم صديدها يتحلَّب

تفنى الحدود السودُ تحت قصائدي

والحب أكبر من حدود تُنصب

صعبٌ حديثي أيها الوطن الذي

أهوى ، ولكن التملقَ أصعب

وغريبةٌ حالُ المحب إذا اشتكى

لكنَّ حال الخائنين الأغرب