الرسم بالايقاع

حُبلى دهاليز الأمانى

بالمشاوير الطويلة والخرافه ْ ..

نبضى وينبوع المحبة فى دمائى

طوّقا صدر المسافه ْ

فأجئ من ركن الممرات البعيدة

حاملا فيض الرزاز بشاشة

والنار تلهث و الشذى

عبر الجسور الى الرُصافة ْ

يا أيها الحرف الذى

سَكَبَته أنفاس النوى

و البدر يسطع فى سنا الابداع

يرحل خلف اعصار الجوى

و الشوق و الزمن المعافى

***

يا من تثير لواعج الأزمان

ترسم فى هنيهات الحياة

سحائب الآمال تخرج من

مسامات الهوى

و الاحتفالات المهابة ..

حسّى بروعة كل ما ينساب منك

و بالقوافى

حينما رمقت عيون الشعر رونق وجنتيك

و حينما نهضت خيالات الكتابهْ ..

قد طاف بالدنيا على كتف القصيدة

و احتوى آفاق احساس التسامح

بالجلال و بالمهابه ْ ..

أواه لو تدرى بأنك ايها المنساب

من عرق النضارة تحتوى

انغام لحظات التأمل و المنى

و تدك بركات المحالات القوية و الكآبه ْ ..

للحب إقدام جديد فانتظرنى

فى تواريخ الرحيل الى ربوعك

يا خُطاً عبرت خطوط السير

عكس توجه الشارات

لم تختم جوازات المرور و لا تصاريح السفر ..

و البحر يبحث عن شواطئه التى تاهت

على جدر الشموس و بين أشرعة القمر

عرس الطبيعة بالنهار و بالحديقة و المطر

هذى جداول غيمة الفرح المطل

على شبابيك الممر

ملأى برؤياك التى نسجت ظلال الحلم

ضمّخت الليالى بالضياء و بالسمر

هذا زمان التيه لا وعد يجئ و لا مفر

قدر علىَّ لقاؤنا المرسوم فى

فلك النجيمات الوحيدة و الشجر

قدر يظلل ساحة الدنيا

و يحملنى اليك على خيوط

من حرير صفائك الممتد سحرا

و الدجى زهوا لبهوك قد عبر

و يحف خط الاقتران كوامن التعبير حين يعز

مفترق الحبور و حين ينسكب القدر

السحر فيك بحيرة

من تيه سلسل مشرقيك ندية

و هواك يسبح فى محيطات السحر

***

اهواك قل لهواك هون من جحيمك

و املأ الرؤيا عبيرا ً

من ديار الشوق

يختزل الدموع ..

فالوعد فيك صحيفة

كتبت مشاور الرحيل من احتفائى باختيارك

للنهايات التى لا تنتظر نبأ القوافى

حين تشرع فى الطلوع

انى رأيتك ايها الساقى

نهيرات النقاء حرارة اللقيا

و أنسام الهجوع

سحبا تسافر للعميق مليئة بالوعد

و الخير الجديد و باخضرارات الربوع

انى وعدتك بابتدارى فانتظرنى

قرب امسية العطاء

لأجل ان تثب الظلال

تدور أضواء الشموع

اهواك رغم تداخل الآمال

رغم تشتتى بين انشطارى فى بحارك

و اندثارى فى عصير توجّعى

شبح على الفلك الفسيح ْ..

الله ادرك مقلتىّ

برؤية الدنيا

و تعبير الرجاء لأجل أن أبقى

على جسر العبور من المغبة للضريح

الله يا قدرى

وناظر ما مشيت من الدروب الى هواك

بما حملت من التفرق

فى متاهات الفضاء الرحب

متكأ كسيح ..

أهواك لا نار المجوس تمسنى

لا البرق لا الغيم الكثيف ولا اشارات المسيح

أهواك يا غيبا تراءى للمساحات انتماء

غط من نبض العليل اذا تداعت

ساعة الرؤيا غماما

او تهاوت هامة الليل الجريح

يبقى مصيرك من مصير مواسمى

تحيا لتبصر قامة الدنيا تطول

على امتدادك محفلا

و تخط من خطو المقام اذا استراح على الربا

أو توسد مخمل العشق المريح

الرمز والقول المهاجر بين شطئان اللغات

يكبل القول الصريح

من بيننا رقدت اساطير الديانات القديمة

و الحضارات التى فى فتحها النبوىِّ

لم تشدد وثاقات الصبابة

بالمتاريس التى فى عصرنا البدوىِّ

تبرز فوق دابرها القبيح

انا يا زمان الجرح

عهد الناس بالصوت الصحابى الذى

بثته أجراس المدائن

قدمته الى المآذن

قمة الفتح الصريح

لهوى يطول على حدود الرسم بالايقاع

يغفل من تهالك صمته الممزوج بالاعصار

ينهش من بطون الشهب نار تصدعى

و يجيش حول كالفحيح

انا لا اقول سوى شكاتى

من مغاوير السكات

اذا تمطى فى نفوس النازحين الى البكاء

توسدوا زبد السراب

و يمموا شطر الدعاء

و فجروا الزمن الشحيح

أهدى اليك نهاية الأحداث قصة شاعر

تاهت به سبل الرجوع لوحيهِ

وهفت به غفوا روايات المديح

لهواك ألفظ آخر الأنغام

أنفاس الحروف تحفنا مددا

يسطر من تعلقى القوى

بساحة الاشراق فيك قصيدة

لهواك تشهد موسم الفرح الصحيح

يا سائلى عما أكون أقولها لك ان تبدت غفلة

فى لحظة الاشفاق لحظة عطفك الأولى

شتولا تنبت الثمر الملئ ..ْ

بالخير تمضى فى مسير تكوّنى

خطوا الى كنفى يجئ

انى جراح من خريف العمر

تبحث لطف بلسمك الرطيب

يلطف الموت البطئ ..

النار فى عينى بعض سنابل

نامت على ليل الجراح

تغازل الفجر الوضئ

فتعال عد و اسرع لعلى

من سحابك أرتوى عشقا

وأشرب من ينابيع الصفاء البكر تعبيرا جرئ

قُلها فتحت لك الفصول مداخلا

للشمس تسطع من جديد بيننا

والنهر يمضى والمدى وطن لنا

والصحو والشبق البرئ

قلها سنخرج للحياة حمائما

جذلى بأنفاس العطور

و بلبلين على سماء الشوق

و الوطن المقدس

يطربان لشدو سامرنا المضئ .