اللاجئ يحكي

اللاجئُ المستغرقُ في سرد حكايتهِ

لا يحسُّ بالنار عندما تلسعُ أصابعَهُ السيجارة

مستغرقٌ في دهشةِ أن يكون هنا

بعد كلِّ تلكَ الهناكات: المحطّات والمرافئ

دوريات التفتيش، الأوراقُ المزّورة

معلّقٌ من سلسلة التفاصيل

مصيرهُ المحبوك كالليف

في حلقاتها الضيّقةِ ضيقَ البلادِ

التي تكدّست على صدرها الكوابيس

المهرّبون، مافيات التهجير،

لو سألتني ربّما كانوا أهون

وسماء النوارسِ الجائعة فوق سفينةٍ معطوبةٍ في اللامكان.

لو سألتني، لقُلتُ:

الانتظارُ الأبديُّ في دوائرِ الهجرة

والوجوهُ التي لا تَرُدُّ الابتسامةَ مهما ابتَسَمتْ

ومن قال إنّها أغلى هدية!

لو سألتني، لقلتُ: بشَرٌ في كلِّ مكان

لقلتُ: في كلِّ مكانٍ، حجارة.

يحكي ويحكي ويحكي لأنّه وصل،

لكنّه لم يذقْ طعمَ الوصول

ولا يحسُّ بالنار عندما تحرقُ أصابعَهُ السيجارة.