إلى المتزمتين

يا من ورثتم ما تراكم من ضلالات العصور‏

وحملتم الماضي،‏

كما حمل الأرقّاء الصخور..‏

لستم سوى جيف تدور‏

عمياء في دوامة الأيام ،‏

فاقدة الشعور!..!‏

ديدان مقبرة تشيح عن النقاوة والضياء‏

لتغوص في عفن القبور!..‏

الحب  في أعرافكم  إثم‏

تضج له السماء!‏

والشعر ليس سوى هراء!..‏

والمجد، فيما تحسبون، هو المناصب والقصور..‏

حتى وإن كانت إطاراً‏

للتفاهة والخواء!..‏

والدين، عندكم، المآذن‏

والمجامر والبخور،‏

وهو الطقوس البربرية

جئنكم عبر العصور

من ساكن الأدغال يدرأ بالمذابح والنذور‏

غضب الإله،‏

وينعش الأرض الجديبة بالدماء!..‏

ولأن تقواكم رياء،‏

ولأنكم  يا سادتي  متحجرون وأغبياء،‏

ورؤوسكم ملأى‏

بخيطان العناكب والقشور..‏

فنساؤكم خلف الرتاج‏

يحيين كالسمك الملون في أوانيَ من زجاج!..‏

أما صباياكم فهن وراء حيطان الخدور‏

سلع منضدة‏

تباع لمن يطيقون الشراء!..‏

يا سادتي، نبض الزمان‏

وروحه القلق الجسور‏

نفذا إلى كل البقاع، وأوغلا حتى الجذور..‏

لكن أنفسكم تظل، من العماية،‏

كالجحور‏

…سوداء، لا ينساب في ديجورها الأبدي نور!…